لبنان بلد لا يقاس بمساحته الجغرافية ، لبنان يقاس بإنسانه وتاريخه وثقافة شعبه ، لبنان هذا البلد الذي مزج بين الحضارات لينجب حضارة متصلة روحاً ومادة بإنسانية الإنسان ، لبنان العيش المشترك بين أبناء طوائفه المتنوعة ، لبنان الرسول المسافر إلى كل أصقاع الأرض حاملاً قيم ثروته الإنسانية ليطل بها من على أعلى المنابر في العالم هو اليوم يواجه أسوأ المخاطر في الأمن والسياسة والإقتصاد ومختلف مؤسسات الدولة ...
بعد هذه الخلاصة المستفادة من كلمات العلامة السيد علي الأمين نحاول أن نطل على هواجسه التي أبداها وآراءه التي قدمها حول عملية التمديد للمجلس النيابي وذلك خلال العديد من المقابلات حيث كان أبرزها المقابلة التي أجراها معه الإعلامي حسن شلحة .
فقد اعتبر سماحته أن التمديد الذي جرى لمجلس النواب القائم حاليّاً كان خطأ ، والدعوة اليوم إلى تمديد جديد تسيء إلى صورة لبنان في الأمن والإقتصاد ... وتضرب ما تبقّى من شرعية شكليّة للنظام في نظر الشعب اللبناني والعالم .
ويرى أن التمديد لا يقدم أي حل للمشاكل والأزمات القائمة بل على العكس فهو سيعطي سمعة سيئة عن البلد . وأبدى استغرابه من الدعوة إلى التمديد خاصة من الذين رفضوه سابقاً ويدعون إليه اليوم وقال : فوجئنا في الحقيقة من الذين يريدون أن تنطلق دولة المؤسسات والقانون في حياة المجتمع بأنهم قد اختاروا التمديد من دون أن تكون هناك مبررات كافية لإقناع المجتمع اللبناني ، لذلك لا يزال هذا الأمر محل استغراب.
وفي معرض جوابه على الأسئلة المتعلقة بإجراء الإنتخابات في ظل الأوضاع الأمنية المخيفة قال : الإنتخابات هي مظهر من مظاهر الديمقراطية ومن مظاهر الصحة للنظام السياسي ولذلك وجدنا أن الانتخابات حصلت بالصومال وحتى في باكستان وافغانستان وفي تورا بورا وقندهار والعراق وفي سوريا رغم الوضع الأمني الشديد في تلك البلدان ومع ذلك فإن العملية الانتخابية حصلت .
العلامة الأمين يذهب إلى بطلان كل الحجج المستندة إلى وجود الموانع الأمنية أو تلك المستندة إلى وجود فراغ في موقع رئاسة الجمهورية لتبرير عدم إجراء العملية الإنتخابية التي يمكن برأيه أن تحصل في يوم واحد لنحافظ على ما تبقى من مؤسسات وطننا لبنان .
الشيخ حسين عليان