الحادي عشر من ايلول ذكرى اليمة على المجتمع الدولي بشكل عام وعلى الاميركيين بشكل خاص,ففي مثل هذااليوم من العام 2001صدم العالم اجمع بعمل ارهابي حصل على الاراضي الاميركية لم يعهده من قبل من حيث حجم الخسائر المادية والبشرية التي احدثها ومن حيث نوعيته ,وبالتالي التغييرات الكبيرة والتحولات الجذرية التي حدثت في اعقاب هذه العملية الارهابية .
وحسب الرواية الرسمية للحكومة الاميركية يومها ,فقد نفذ 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة مجموعة من الهجمات الارهابية شهدتها الولايات المتحدة الاميركيية يوم الثلاثاء الموافق ل 11 ايلول العام 2001 حيث تم تحويل اتجاه اربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم باهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها ,والاهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الاميركية البتاغون ,والطائرة الرابعة كان من المفترض ان تصطدم بهدف رابع لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف .وسقط بنتيجة هذه الهجمات /2973/ضحية و24 مفقودا اضافة لآلاف الجرحى والمصابين بامراض جراء استنشاق دخان الحرائق والابخرة السامة .
وبعد ساعات من هذه الهجمات ,وجهت الولايات المتحدة اصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن الذي اعترف لاحقا بمسؤولية التنظيم الذي يتزعمه عن هذه الهجمات . وبعد هذه العملية الارهابية حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الاميركية وبدأت مع اعلانها الحرب على الارهاب في كل مكان وادت الى الحرب على افغانستان وسقوط نظام حكم طالبان والحرب على العراق واسقاط نظام صدام حسين هناك ولم تنتهي هذه الحرب باغتيال اسامة بن لادن .
واليوم وفي الذكرى ال 13 لاعتداءات 11 ايلول فقد اختار الرئيس الاميركي باراك اوباما هذه المناسبة ووجه خطابا الى الشعب الاميركي خاصة والى العالم بوجه عام اعلن فيه الحرب على الارهاب مجددا والمتمثل اليوم بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش وبجبهة النصرة وعلى اي جماعة تمارس العمل الارهابي ,سيما وان هذه المجموعات الارهابية بغالبيتها متوالدة من تنظيم القاعدة .
وقد لخص الرئيس الاميركي في هذا الخطاب اليوم الاستراتيجية التي ستعتمدها الادارة الاميركية في هذه الحرب المعلنة على الارهاب في كل مكان يتواجد فيه عناصر ارهابية .
واذا كان الرئيس الاميركي قد بدأ هذه الحرب منذ اسابيع تمثلت بضربات عسكرية جوية استهدفت مناطق تواجد عناصر داعش ومراكزها العسكرية في العراق فانه في هذا الخطاب افتتح باب الضربات العسكرية الجوية للتجمعات الارهابية في سوريا وذلك بالتنسيق مع المعارضة السورية المعتدلة على الارض مركزا على دعمها ,والتنسيق مع دول اقليمية لتفادي اي فراغ على الارض في حال اخلاء عناصر داعش المناطق التي ستستهدفها الضربات الجوية .
وعن النظام السوري فلن يكون هناك اي تنسيق او تعاون مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي تحمله الادارة الاميركية مسؤولية صعود داعش في سوريا وامتدادها الى العراق . وتأمل واشنطن في ان تلعب الضربات الجوية مع دعم المعارضة السورية المعتدلة بشكل جدي دورا اساسيا للضغط على الاسد ومعه روسيا وايران لتسريع المرحلة الانتقالية .
انه سباق محموم بين بربرية تنظيم داعش وتوسيع خلافته المزعومة التي تعتمد على الاجرام والذبح والاغتصاب وبين تحالف دولي تقوده اميركا بدأت تباشير تحركه للقضاء على هذا التنظيم الآتي من مجاهل القرون الغابرة .
طانيوس علي وهبي