من الطبيعي ان يدعى لبنان الى جدة للمشاركة في الاجتماع العربي - التركي - الاميركي الذي سيفتتح اعماله اليوم الاربعاء لمكافحة الارهاب، والذي تنظمه المملكة العربية السعودية. ولبنان طاله بعض الارهاب في عرسال وجرودها في الثاني من آب الماضي، مما دفع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الى التبرع له بمبلغ مليار دولار لمكافحة الارهاب، قررت الحكومة شراء سلاح اميركي بقيمة نصف مليار دولار من اصل المبلغ لتسليح الجيش بمقاتلات دفاعية لمساندة القوات البرية بالنار من الجو اثناء خوضها المعارك البرية، اضافة الى صواريخ وقنابل ذكية وذخائر.
ويشارك في الاجتماع وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان والاردن والعراق ومصر.
وافاد مصدر ديبلوماسي "النهار" ان كيري سيطلع نظراءه على ما تقرر في قمة "الناتو" التي عقدت في نيوبورت في مقاطعة ويلز في بريطانيا يوم الجمعة الماضي. وجدد التأكيد ان الرئيس باراك اوباما مصمم على التصدي لـ"داعش" للقضاء على هذا التنظيم، لكنه غير مستعد ان يجعل جيش بلاده يخوض معارك برية، بل المساندة فقط بقصف جوي وبمعلومات استخبارية، على ان تتولى ذلك قوة عربية مشكلة من جيوش الدول المحيطة كالسعودية والاردن والعراق، وتركيا اذا رغبت. واشار الى ان كيري سيركز خلال الاجتماع على ان التصدي لـ"داعش" يحتاج الى تعاضد جميع دول المنطقة المتجاورة ومن الواضح ان الاخطار المطروحة تتهددها وتهدد مصالحها. "داعش" هو الخطر الاكبر الذي يجب مواجهته الآن، وتشير الى انها فهمت ذلك جيدا".
واضاف ان كيري تشجع بعد البيانات التي صدرت عن جامعة الدول العربية في دورتها الـ 142 التي كانت قد عقدت الاحد الماضي على مستوى وزراء الخارجية لجهة كل الاجراءات التي قررت الدول اتخاذها لمواجهة "داعش" والتعاون على المستويات الدولية والاقليمية والوطنية. ومن ضمن تلك الاجراءات انهاء تدفق المقاتلين الاجانب وتمويل الارهاب واي دعم آخر للمجموعات الاسلامية المتطرفة في كل من العراق وسوريا. وهو سيرحب بالبيانات الداعمة لموقف بلاده من شركائها الاقليميين.
وتجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الاميركي كان قد اتصل السبت الماضي بالامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وطلب منه اتخاذ موقف قوي في التحالف الذي يتطور ضد "داعش".
ولفت المصدر الى ان تجاوب مجلس وزراء الخارجية العرب مع رغبة كيري "يعطي القدرة على العمل مع دول المنطقة لجعلها أكثر نشاطاً وسيطلب كيري من بعض الدول الدعم العسكري، ومن البعض الآخر توفير الدعم السياسي لبغداد وتقوية العلاقات بين جميع الزعماء في بغداد. ويمكن بعض الدول ان تتصل بالقبائل السنية في العراق للتثبت من طريقة العمل معها وما اذا كان يمكن ان تخوض معاركها لتحرير القرى والمناطق التي احتلتها "داعش".
وسيناقش المسؤول الاميركي مع نظرائه من الدول المشاركة سبل المساعدة على التصدي لـ"داعش" لوقف استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي ولما تورده من سرد للاخبار والقصص.
ولم يعرف ما اذا كان سيطلب دوراً من لبنان في المشاركة العسكرية، وهو يعلم قدراته المحدودة، وفي الوقت نفسه يعرف شجاعة الجيش في محاربة مهاجميه من الارهابيين الشهر الماضي في عرسال وجرودها، وان وقف اطلاق النار كان بطلب سياسي وحفاظاً على البلدة وسكانها، وفيها نحو 2000 جندي في الجيش. وستكون مناسبة لباسيل ليطلع المجتمعين على نسبة المخاطر التي تظلل البلاد ومحاولات الفتن المذهبية التي لم تتوقف، وليركز على دعم الدول المشاركة لتذليلها حفاظاً على الكيان اللبناني الذي يتعرض للتفكك.