العسكريون المعتقلون هم خارج الزمان والمكان ,لأن حياتهم ومصيرهم بايدي ثلة من اشباه الرجال لا ينتمون الى كوكبنا لا فكريا ولا سلوكيا اخترقوا جدار الكون بخناجر مسمومة وسكاكين مسنونة ونطقوا بلسان عصي على الفهم وسلكوا مسالك شريرة لم يألفها بني البشرحتى في العصور الحجرية ولا في كهوف الغابات وشريعتها .
هي كلمات تعبر عن واقعنا الانساني ,حروفها من ابجدية الجنس البشري لكنها تبقى قاصرة عن التعبير عن لغتهم المتوحشة وسلوكهم الدموي.
بضع الاف من شذاذ الافاق اخترقوا المجتمع الانساني يفترسون ضحاياهم من بني البشر يتلذذون بلحومها ولا يرتون الا بدمائها .
ضحية ثانية من هؤلاء العسكريين كانت وليمتهم بالامس فاجأوا اللبنانيين بها بعدما لف المشهد السياسي مسحة من التفاؤل اثر ورود انباء عن وضع المشكلة على خط التفاوض ولقاء المفاوض القطري مع هؤلاء الجماعات التكفيرية .
ذبح عباس مدلج حتى قبل ان ينقل هذا المفاوض مطالب هؤلاء القتلة الى الحكومة اللبنانية , وقبل ان ترد على هذه المطالب سلبا او ايجابا.
فهؤلاء الشذاذ لا يستهدفون عباس مدلج بقطع رأسه اليوم فهم لايعرفونه ولم يرتكب معصية كي يقيموا عليه الحد ,كما انهم لا يعرفون علي السيد وخالف السنة والشريعة واستحق عقاب الذبح بالامس .
فهؤلاء لا يستهدفون شخصا بعينه ولا طائفة بعينها ولا مذهبا ولا دينا ولا حزبا ولا تنظيما بعينه فالكل عندهم سواسية المسيحي والمسلم والسني والشيعي والدرزي والسياسي والحزبي لا يفرقون بين احد منهم , ان هؤلاء الجماعات الارهابية داعش والنصرة وغيرهما تستهدف لبنان بأكمله تحاول ان تقطع اوصاله جغرافيا وسكانيا ,انها تشحذ سكينها لذبح لبنان وفصل الرأس عن الجسد لترتوي بدماء ابنائه .
والغريب ان هناك بعض الاطراف اللبنانية لم تستشعر بعد الخطر الذي يتهدد البلد من هذه الجماعات الارهابية التي تتخذ من تخوم السلسلة الشرقية مسرحا لعملياتها وموطأ لها , ولم يدرك بعض اللبنانيين ان المماطلة في انجاز الملفات الداخلية وخصوصا التأخير قي انتخاب رئيسا للجمهورية هو سبب اضافي يسهل مهمة الارهابيين في اختراق نسيج المجتمع اللبناني .
فلكي يرتاح عباس مدلج في قبره وقبله علي السيد وغيرهم من شهداء الوطن ,على اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم واحزابهم ,تجاوز خلافاتهم والوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص خلف جيشهم بوجه اعداء الوطن والانسانية .
عباس مدلج ذبيح اليوم وعلي السيد ذبيح الامس سلام عليكما يوم ولادتكما ويوم ذبحتا ويوم تبعثان احياء .
طانيوس علي وهبي