هل تتحرك واشنطن فعلاً لتشكيل تحالف لضرب "داعش"؟
بعد عشرة ايام على ذبح جيمس فولي وتهديدات باراك اوباما بالرد، يبدو ان واشنطن ليست مستعجلة لقيادة تحالف يخوض حرباً في سوريا والعراق ضد الارهابيين وهي تكتفي بالغارات الجوية التي لن تستطيع حسم الأمور!
اوباما الذي حذّر من "ان الذئاب تعوي على الابواب" لا يتردد في القول انه لا يملك استراتيجيا لمواجهة "داعش"، لهذا من الصعب ان يجد دولاً تقف الى جانبه، فالفرنسيون يشككون في جديته قياساً بتجاربهم معه وآخرها تهديده بضرب النظام السوري بعد جريمة الكيميائي ثم تراجعه.
البريطانيون ليسوا أكثر حماسة في ظل التردد الاميركي الواضح، وكان من المثير ان يرد البيت الابيض على انتقادات الكونغرس بالقول: "صحيح انه ليس لدينا استراتيجيا لمواجهة "داعش" ولكن لدينا سياسة حيال الوضع في سوريا"... طبعاً انها السياسة العمياء المعتمدة منذ ثلاثة اعوام ونيّف.
واذا كان الأوروبيون يضمّون صوتهم الى صوت هيلاري كلينتون في القول ان اوباما ترك في سوريا فراغاً ملأه الارهابيون، وان المذابح التي ارتكبها النظام هي التي استجلبت الارهابيين من العالم الى سوريا ثم العراق، فان اوباما يكتفي حتى الآن بشن الغارات وإسناد الأكراد!
من المثير وربما من السخف، ان تعلن وزارة الداخلية الاميركية انها لا تعلم بوجود تهديد للأراضي الاميركية من "داعش"، على رغم الاعلان السابق لأوباما عن الذئاب ووصفه ذبح فولي بأنه "اعتداء ارهابي على اميركا"، وعلى رغم ذبح "داعش" مقاتلاً كردياً السبت الماضي ونشر صورته تحت عنوان "رسالة دم الى التحالف الكردي - الاميركي"، فضلا عن رفع بريطانيا درجة التأهب خوفاً من الارهابيين.
كانت رسالة خادم الحرمين الى قادة العالم واضحة وصريحة "ان لا حدود للإرهاب وان خطر الارهابيين سيمتدّ الى اوروبا واميركا اذا لم يتّحد العالم في محاربتهم، وانا متأكّد انه سيصل الى اوروبا بعد شهر والى اميركا بعد شهرين"!
موقف الملك عبدالله كان اكثر من رسالة الى دول العالم عبر سفرائها، كان صرخة زعيم تشن بلاده حرباً لا هوادة فيها على الإرهابيين سبق لأوباما ان اعترف شخصياً بنجاحها، وهي صرخة لم تكتف بالدعوة الى اعتماد السرعة والعقل والقوة لمحاربة هذا السرطان، بل انتقدت صراحة الصمت المريب حياله "لقد رأيت ان أغلبكم لم يتحدث عنه الى الآن، وهذا لا يجوز في مواجهة قاطعي الرؤوس".
السفير البريطاني جون جينكنز رد على الملك بالقول: "قيادتكم الحكيمة تصنع الفرق"، والصحف الاميركية نشرت الرسالة الملكية ودعت اوباما الى الاستجابة للتحذير، وعدم التمسك بقوله ان الخطر على اميركا ليس كبيراً... لكن الصحف لا تصل الى البيت الابيض!