هذا ما كان ينقصنا ، ان تُحرق اعلام ًلداعش ً في الأشرفية ، وان يثير الموضوع نقاشا وجدلا على خلفية انه يطال الاديان السماوية ويحقّر الشعائر الدينية .
التصرف الذي أقدم عليه مجموعة من الشبان في ساحة ساسين وان كانت الاتصالات بالمعنيين أجمعت انه تصرف فردي لا خلفية سياسية له ، يحمل من الاشارات والنوايا الخبيثة، كونه انطلق من الأشرفية بالذات ، بحيث سيُصار الى تصويره وكأنه رد من شارع مسيحي على ارتكابات لمسلمين .. والدليل انه تم تلقّفه من قبل المجموعات الخاطفة للعسكريين في الجيش اللبناني ، ووضعه في بازار التهديد والابتزاز وهو ما تُرجم فعليا على الارض . فجبهة النصرة التي أطلقت خمسة من العسكريين ًالسنة ً كانوا لديها، تعلن وبالفم الملآن انها لن تفرج عن اي عسكري مخطوف من الطائفة المسيحية ما لم يتم تقديم الاعتذار عن حرق الرايات في ساحة ياسين . والأغبى ان يتنطح احد النواب ويتبارى في غيرته في التوكل بالدفاع عن هؤلاء الشباب الذين أقدموا على هذا العمل ، في حين كان المطلوب من وزير العدل أشرف ريفي بعض التروي في إثارة هذه المسألة قضائيا، ولاسيما بعدما أظهرت الاتصالات والمراجعات ان الامر حُمل اكثر من حجمه وأُلبس تفسيرات تتعمد التعرض للدين الاسلامي .
ولعل مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل بالتوجه الى المسيحيين بوجوب عدم الخلط بين الاسلام
و ًداعشً وبين راية الرسول وراية داعش ، كانت الفعل الصواب ، إذ من دون شك ساهمت في تخفيف الاحتقان وأخذ الأجواء الى مساحات من التفاعل والتطور السلبي ..
مصدر وزاري اكد ًللبنان الجديد ً ان هذا اللّغط والجدل ليس في محله على الاطلاق في هذه اللحظة بالذات، ولا سيما في ظل ما رشحت به الساعات الاخيرة من إشارات تقول بعودة خطوط الوساطات بين الجهات الخاطفة والحكومة اللبنانية ، ولكن بتكتم شديد، وبدون ان يتضح ما اذا كانت هذه الوساطات تقوم بها مجددا هيئة العلماء المسلمين التي سبق وعلّقت تحركها في هذا المضمار ، ام ان ثمة جهات اخرى غير معلنة دخلت على الخط .
المصدر الوزاري أعطى قدرا من الأهمية للّقاء الثنائي الذي ضم امس رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق ، والكلام الذي ابلغه الرئيس سلام لوفد من اهالي الأسرى من ان الحكومة شكلت خلية أزمة للقضية ، وهي تلاحق الملف ساعة بساعة ، وتسعى الى نقله من مشهد التهديدات الى طور التفاوض الجدي الفاعل .
ويقدر المصدر الوزاري المشار اليه ان المسؤولين اللبنانيين سيتّجهون في النهاية للقبول بالمبادلة التي يطرحها الخاطفون والقائمة على فك اسر العسكريين مقابل اطلاق موقوفين في سجن رومية ، وذلك نظرا لإلحاح اهالي العسكريين وبعد الصدمة العارمة التي احدثها شريط تصفية المجند علي السيد ، وان كانت المراجع الرسمية تُبقي على حيز من التشكيك حتى الآن في مدى صحته ، وفي ضوء مشاهد الغضب المعبّر عنها بإقفال وقطع الطرقات في هذه المنطقة او تلك ..
هل تتجه الدولة الى قبول مقايضة العسكريين المخطوفين بمسجوني رومية ؟؟
هل تتجه الدولة الى قبول مقايضة العسكريين المخطوفين بمسجوني...نهلة صفا
NewLebanon
|
عدد القراء:
755
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro