الخبر الذي هز مشاعر العالم ,الاسبوع الماضي هو المشاهد التي تناولتها كافة وسائل الاعلام في اربع رياح الارض وتتضمن عملية ذبح الصحافي الاميركي / جيمس فولي / من قبل عنصر من عناصر تنظيم داعش والطريقة التي تمت بها عملية الذبح التي تقشعر لها الابدان . والحدث ينذر بالمزيد من الجرائم بهذه الطريقة البشعة بايدي وسكاكين عناصر هذه الجماعات الظلامية التكفيرية . فهذا الحدث على فظاعته لا يوازيه بالحسابات السياسية سوى الاعتداء الذي قام به تنظيم القاعدة على الاراضي الاميركية في الحادي عشر من ايلول عام 2001 واستهدف مركز التجارة العالمي وتدمير البرجين في نيويورك ومبنى البنتاغون (مبنى وزارة الدفاع الاميركية ).
وطريقة الذبح على بشاعتها بحد ذاتها ليست هي مصدر القلق والهلع في المجتمع الدولي فحسب ,بل ان الفكر الديني التكفيري المتطرف الذي يحمله عناصر هذا التنظيم الارهابي وتشكل مصدر الهام وطاقة وقوة له كي يستسهل ارتكاب مثل هذه الفظاعات الغير انسانية .فهذا الفكر هو وراء تقاطر عشرات الالاف من الشباب الى سوريا والعراق معلنين عن استعدادهم بل عن رغبتهم بالموت وبالتالي هذا الفكر هو سبب ظهور ابوبكر البغدادي خليفة لما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام كماكان اسامة بن لادن زعيما للقاعدة . امام هذه الاحداث المأساوية الدامية والممارسات الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش ,يتنادى العالم لاستنهاض القوى المعنية بما فيها دول المنطقة لانها هي الاخرى مهددة ,لانشاء تحالف دولي اقليمي برعاية اميركية واعلان الحرب على هذا التنظيم الظلامي .
والخطورة لا تكمن في ان تنظيم داعش هو دولة بحيث يمكن لهذا التحالف ان يهاجمه ويسدد له ضربات موجعة ويتمكن من التغلب عليه وبالتالي فان الخطر ليس كون هذا التنظيم لديه جيش فيه عشرات الالاف من العناصر والمجهز باحدث انواع الاسلحة ومجموعات ارهابية مزودة بادوات الذبح والقتل فحسب انما الخطورة تكمن في الفكر الذي يحمله افراد هذا التنظيم بحيث يعتبر نفسه جماعة مقدسة وتحكم باسم الله وتتقرب اليه بالمزيد من القرابين من البشر .
فالحرب على داعش والقضاء على اكبر عدد ممكن من عناصره قتلا وتشريدا وسجنا لا يعني بالضرورة القضاء على الفكر التكفيري واستئصال مرض التطرف الذي ينخر المنطقة العربية والكثير من الدول الاسلامية . وداعش وقبلها القاعدة ليست خطرا على الغرب فقط واتباع الديانات الاخرى ,فمعظم ضحاياه هم من المسلمين ومعظمهم من الطائفة السنية ,فالحرب عليها كما هو مسؤولية الغرب فانه وبنفس المقدار هو مسؤولية الدول العربية والاسلامية بحكوماتها ومثقفيها ورجال الدين فيها لاستئصال هذه الغدة والخشية من ان تكون هذه الغدة سرطانية بحيث انه اذا استؤصل هذا الورم السرطاني من مكان ربما ينبت في مكان آخر .
طانيوس علي وهبي