واخيرا ادرك رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ان فرصه بالوصول لرئاسة الجمهورية تتضاءل وتتراجع الى حدود العدم ومع هذا يوحي بانه غير عازم على التراجع عما يعتبره احقية في انتخابه مراهنا على متغيرات اقليمية قد تساهم في ايصاله الى قصر بعبدا ,لكن ما بات ثابتا لدى مختلف الاوساط السياسية في قوى 8 و14 آذار بان لا فرصة للعماد عون او لأي من المرشحين الاربعة الرئيسيين الذين اجتمعوا في بكركي بالرئاسة الاولى ,حتى ان حزب الله يدرك من الاساس عدم امكان وصول حليفه عون للرئاسة لكنه يمتنع عن تخييب امله وابلاغه بذلك مستفيدا من الفراغ الحاصل في الرئاسة الاولى لعدة اشهر كونه ملائما له على المستوى الاقليمى ومن اجل تعزيز اوراقه ..وعلى عكس ما يشاع بان هناك ثمة حاجة الى من يبلغ عون بان لا فرصة لديه للوصول للرئاسة فانه تبلغ هذا الموقف فعلا من السفراء الاجانب المعنيين ومن بعض السياسيين حتى بعد زيارة النائب وليد جنبلاط للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تم التداول في الاوساط السياسية وعلى مسامع عون مباشرة وبمختلف وسائل الاعلام ان السيد نصرالله لن يقوم بابلاغه بعدم امكانية انتخابه كي لايخسره كحليف ,سيما وان السيد هو من طلب منه في الانتخابات الرئاسية الماضية الانسحاب لمصلحة العماد ميشال سليمان مع وعد قاطع بانه في انتخابات ال2014 سيكون المرشح الاوحد دون منازع بل هو الرئيس بدون منافس .الا ان الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن عون ,فالظروف الخارجية والداخلية وحتى السلوك الشخصي لم تستطع ان تعبد الطريق بين الرابية وبعبدا .
لكن رغم هذا المشهد الدرامي فان عون لا يزال يكابر ويرفض الانسحاب من هذه المعركة الخاسرة مصرا على الاستمرار في الفراغ الرئاسي على قاعدة ( انا او لا احد ) ,وفي الوقت نفسه مراهنا على مجهول قد يأتي بمعجزة تهبط من السماء وتحمله على حصان ابيض وتضعه على كرسي الرئاسة معللا النفس والاهل والاصدقاء الاقربين بان كلمة السر لم تأت بعد من الخارج ,فحزب الله لا يزال ينتظر كلمة ايران وكذلك فان تيار المستقبل ينتظر كلمة السعودية ,لذا فانه مضطر ان يملأ الوقت الضائع بطرح اقتراحات هو نفسه غير مقتنع بها وهي اقرب الى الترهات منها الى اقتراحات ويصعب الاخذ بها خصوصا في الوقت الحاضر مثل اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية ومثل تعديل الدستور لجعل انتخاب رئيس الجمهورية يتم مباشرة من الشعب ومثل الطلب من الشريك المسلم انتخاب احد الاقطاب الموارنة الاربعة للرئاسة .
عون لا يرى مصلحة للمسيحيين الا بانتخابه رئيسا للجمهورية لذا فهو يصر على الاستمرار في الفراغ الرئاسي رغم الانهيار الاقليمي المخيف في المنطقة وما يحمله من تهديدات للمسيحيين ولموقعهم في الشرق وخصوصا في لبنان .فالمسيحيون يكون لهم دور ولا احد يستطيع ان ينتزعه منهم عندما يكونون متحدين ومتفقين ويفتقدوا هذا الدور اذا كانوا متفرقين ومنقسمين وان احدا لا يستطيع ان يلغي دورهم اذا هم حافظوا عليه.
طانيوس علي وهبي