من اكثر الملفات الخلافية جدلا" بين فريقي الصراع في لبنان فريق الثامن من آذار ويقوده حزب الله وفريق الرابع عشر من آذار ويقوده تيار المستقبل هو مشاركة حزب الله بالحرب السورية الى جانب النظام السوري ضد المعارضة بكل تلاوينها وما ظهر منها من جماعات ارهابية تكفيرية ..... وكلا الفريقين يسوق التبريرات ويجتهد في ابتكار وسائل الاقناع للدفاع عن رأيه وصوابية وجهة نظره ,فحزب الله بدأ تبريراته في البداية ان مجموعاته المسلحة موجودة في منطقة محاذية لبلدتي الهرمل والقاع ومهمتها الدفاع عن قرى ذات اغلبية شيعية بعد تعرضها لاعتداءات متكررة من المعارضة السورية .....ومع استمرار هذه الحرب وانغماس حزب الله بشكل اوسع فيها لجأالى تبرير آخر وهو الدفاع عن مقامات دينية لها علاقة بالمعتقدات الشيعية موجودة في ضواحي العاصمة السورية (دمشق) بعد تعرضها لاعتداءات من قبل المعارضة .....ولما طال امد الحرب وتداخلت فيها المصالح الاقليمية والدولية اصبح الحزب اكثر جرأة في الدفاع عن انخراطه في هذه الحرب معللا ذلك بانه يخوض حربا استباقية للحؤول دون انتقال شرارتها الى لبنان ومما عزز وجهة نظره هذه نشوء جماعات ارهابية اقدمت على ارتكاب سلسلة تفجيرات في لبنان سواء بحزامات ناسفة او بسيارات مفخخة ...ولا تزال الحرب مستمرة والحزب يزداد انغماسا فيها حتى وصلت الى ما آلت اليه اليوم ....اما فريق الرابع عشر من آذار وفي معرض ردوده على هذا المنطق فانه يرى ان انغماس حزب الله في هذه الحرب هو من استجلب هذه التفجيرات الى البلد بعد قدوم جماعات ظلامية ارهابية وجدت في بعض المجتمعات السنية المتواجدة على حافة النيران السورية المشتعلة بيئة متعاطفة معها وحاضنة لها وذلك على خلفية العداء لحزب الله الشيعي الداعم للنظام العلوي في سوريا .
لكن مع استمرار الحرب السورية وتفاعلاتها مع الازمة العراقية نشأت على ضفاف النهر المذهبي الذي يربط النظام السوري العلوي بالنظام العراقي الشيعي ,جماعات ارهابية تكفيرية سلفية امثال داعش والنصرة تحمل افكارا ظلامية متعصبة ترجمتها على الارض التي تطأها قتلا وذبحا وصلبا وتشريدا وتدميرا لكل من لا يحمل مشروعها,وقد وجدت هذه الجماعات في سوريا والعراق مناخا ملائما لمشروعها التدميري وارضا خصبة لأقامة دولتها ....وقد اطلت برأسها الى لبنان عبر نافذة عرسال مخترقة السيادة اللبنانية بتعرضها لاهالي البلدة واعتدائها على الجيش اللبناني وانتهت بمعركة عرسال الاخيرة التي كشفت عن خطورة هذه الجماعات على الكيان اللبناني وعى مقومات العيش المشترك التي تتميز به مكونات المجتمع على تنوعها واختلاف تلاوينها الطائفية والمذهبية ...الامر الذي شعر معه اللبنانيون بضرورة توحدهم لمواجهة هذا المولود المتوحش باستثناء بعض الاصوات التي استمرت في اتهامها لحزب الله بان مشاركته في الحرب السورية هو من استجلب هذه الجماعات الى البلد متجاوزة ما قد تشكله من خطورة الى الامن والاستقرار .......
الا انه امام ما يتهدد البلد من مخاطر خارجية فواجب اللبنانيين ان يوحدوا كلمتهم ويقفزوا فوق خلافاتهم بين من يتهم ومن يبرر....
طانيوس علي وهبي