شهدت بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية ، كمّاً من اللقاءات والاجتماعات بين قادة عسكريين ومسؤولين في أجهزة استخبارات غربية وعربية عدة ، تمحورت حول أشكال التعاون وتبادل المعلومات لمواجهة ظاهرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش " ، وإزالة الالتباس او الغموض الذي خلّفه قيام هذا التنظيم وبسرعة قياسية بالسيطرة على مساحات واسعة من العراق وسوريا، وإزالة نصف الحدود الدولية التي تفصل بين الدولتين .
يقول مسؤول عسكري غربي رفيع شارك في قسم كبير من هذه الاجتماعات ، إن هذا التعاون فرض نفسه فرضاً على العديد من الدول الخليجية وبعض الدول الغربية ، وما تبقى من دولتي العراق وسوريا ، بحيث بدأت تنشأ بوادر تحالفات دولية جديدة والتقاء حتى قوى متخاصمة سياسيا ومتحاربة عسكريا، بشكل لم نكن نتوقع ان نراه خلال فترة قريبة ماضية ، وذلك بهدف التصدي لهذا التنظيم الذي يحاول ان يجعل من دولته المزعومة أمرا واقعاً ، عبر سلسلة من الجرائم وارتكاب الفظاعات بحق عسكريين ومدنيين وأقليات من طوائف معينة في العراق وسوريا ..
ويوصّف هذا المسؤول حركة " داعش " بالقول : لقد خرج مارد هذا التنظيم عن سيطرة الأجهزة والدول الي أسّست له نواة القدرة العسكرية القتالية وشحنته بالمال ، لتُفاجأ فيما بعد بحجم البيئة التي توفرت له وحضنته .
ويكشف المسؤول العسكري الغربي الرفيع ان قادة " داعش" أقدموا ومن خلال مرجعيات دينية وعشائرية عراقية ، على شراء العديد من القادة العسكريين العراقيين بملايين الدولارات ، وقد سلمّ
هؤلاء القواعد والثكنات والأسلحة الحديثة التي قُدرت قيمتها ما بين ٧ الى ٩ مليار دولار كانت قد صرفتها حكومة نوري المالكي ومَنْ قبلها في السلطة العراقية على بناء الجيش .
فحوالي ال ١٥٠٠ آلية عسكرية مدرعة ومصفحة ومرابض مدفعية ومنصات صواريخ أرضية وجوية ، أصبحت في حوزة التنظيم في غضون أقل من أسبوعين ، الامر الذي مكّنه من حسم المعارك امام البشمركة في شرق العراق ، وألوية الجيش السوري الحر ، هذا فضلا عن المناطق العديدة التي اجتاحها دون مقاومة بسبب أخبار المجازر الي كانت تصلها، والتي دفعت بغالبية سكانها الى النزوح عنها قبل احتلالها .
أرست " داعش " يقول المسؤول إياه وقائع ميدانية حرّكت هذا الخمول الذي يعيشه باراك اوباما في البيت الابيض حيال كل ما يجري في المنطقة ، وتُرجم ذلك بتدخل عسكري مباشر مدعوم ضمنا من قبل فرنسا وبريطانيا والمانيا ، فاستُعيدت مناطق واسعة في محيط سد الموصل وفي جنوب تكريت وعلى تخوم بغداد ، في اثنتين وسبعين ساعة .
بأيام قليلة ، وربما بساعات ، يمكن القضاء على " داعش " كليا ، اذا استمر الحلف الدولي الراهن وتوسّع اكثر فاكثر ، يختم المسؤول العسكري الغربي الرفيع .. جازما ً .
داعش .. يمكن القضاء عليها بساعات !!
داعش .. يمكن القضاء عليها بساعات !!نهلة صفا
NewLebanon
|
عدد القراء:
1220
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro