منذ أن أُعلن عن دخول ما يسمى تنظيم داعش إلى الموصل وجوارها أخذ الرعب ينتشر بين ظهراني هذه المنطقة ومحيطها، فقد تمادى عناصر هذا التنظيم الإرهابي بأعمالهم الوحشية القذرة التي نسبوها زوراً إلى الإسلام مدعين أنهم بذلك يطبقون الشريعة الإسلامية التي جاء بها رسول الرحمة إلى الناس كافة.
ورغم أن الله قال عن رسوله أنه أرسله رحمة للعالمين يصرّ هؤلاء الدواعش على أعمالهم الشنيعة ضد الإنسانية متخذين من بعض الأحاديث والروايات المدسوسة سنداً لأعمالهم الحاقدة.. حتى باتت كلمة إسلامي توحي بأفظع وأشنع الأعمال على ما قال أحد المراقبين حين سُئل عن رأيه بالحركات الإسلامية في العالم العربي.. فكلمة إسلامي أينما ذكرت باتت تستولد أفكاراً سلبية بل سيئة وأكثرها سوءاً أنها تعني القتل والسحل والذبح أي كل ما هو دخيل على الإسلام والمسلمين، وآخر هذه الفظائع ذبح الصحافي الأمريكي بعد أن قتلوا من قتلوا من المذاهب والقوميات المنتشرة بين سوريا ولبنان وسبوا نسائهم وهجروا أهلهم.. وعرضوا من عرضوا من أعراضهم للبيع في سوق النخاسة القذر.
المستهجن هو سكوت ما يسمى بالمجتمع الدولي على أفعال داعش ضد الأهالي في الموصل ومحيطها وبقاء هذا المجتمع الدولي يتفرج على أعمال هؤلاء القتلة لأشهر متتالية دون أن يرف لهم جفن، بل هناك من يؤكد أنه ما كان لداعش أن تفعل ما فعلته لولا الغطاء الأمريكي والأوروبي لأعمالهم واستمر الأمر على هذا الحال من تراخي الضمير الأممي إلى حين قامت داعش بقطع رأس أحد الإعلاميين الأمريكان.. وتبين أن قتل شخص واحد غربي الانتماء بطريقة وحشية يمكن أن يحرك معظم دول العالم الغربي من أميركا وصولاً إلى ألمانيا مروراً بفرنسا وبريطانيا طبعاً.. وأخذت التهديدات تفعل فعلها بعد أن لمس هؤلاء بالرأس المقطوع.. إن من تراخوا في التعامل معهم أوصلوا الموس إلى رقابهم.. حينها قامت الدنيا وما قعدت بدءاً من وصف أوباما داعش بأنها سرطان وأنه لن يكتب لها العيش في القرن الواحد والعشرين وأن ليس لها مكان بين الأمم المتحضرة وصولاً إلى دعم الجبهات المواجهة لهذا التنظيم والذهاب أبعد من ذلك إلى دعوة دول الجوار للعراق للعمل على وقف هذا التنظيم عند حدوده مقدمة لإنهائه عن خارطة العالم العربي.
ما يستهجن له هو كل هذه الحماسة الغربية ضد داعش بعد مقتل أحد صحافييها فيما هي لم تحرك ساكناً لقتل مئات الآلاف من المواطنين العراقيين والسوريين أو يرق لها جفن أمام هذه الفظائع.
وبعد كل ذلك يحدثونك عن المجتمع الدولي فكيف لنا أن نصدق أن هذا المجتمع الدولي ينظر بعين العدالة والمساواة إلى أبناء البشر.. لقد صدق من قال أنها لعبة الأمم وفي لعبة الأمم ليس هناك قيم وأخلاق بل مصالح فقط.