- اليوم هو اليوم التاسع والثمانون ونحن لا نزال بدون رئيس للجمهورية، وبدون أي بصيص امل لانتخاب رئيس في الأفق القريب، وقد نقل عن احد المراجع الأساسية بالبلد بان موضوع الفراغ الرئاسي قد يطول لسنوات،
- تمديد المجلس النيابي لنفسه وللمرة الثانية ( بغير وجه حق الا استحقار الشعب ) صار امرا واقعا بغض النظر عن التسميات او المبررات المطروحة ، وجميعنا يعرف جيدا ان الأصوات المعارضة لهذا التمديد انما تهدف الى الهروب من تحمل المسؤولية فقط لا غير، وان هذه الأطراف انما تمارس سياسة " يتمنعن وهن راغبات "
- الوضع الأمني المهزوز أصلا قبل دخول المسلحين الى عرسال وبعده، وتبعات الاحداث العرسالية وما رافقها من تضحيات وقتلى ان بين صفوف المدنيين او في صفوف الجيش اللبناني، وقضية الاسرى للجنود المخطوفين على ايدي هؤلاء المسلحين بما تمثل هذه الصفعة للجيش اللبناني من خطر بنيوي على اخر مؤسسات الدولة وبدون وجود أي معلومات عن خلفيات الحادثة والاخطاء التي أدت اليها وبالتالي تحميل المسؤوليات وتصحيح المسار المتبع مما يعني ذلك احتمال تكرار ما حصل في عرسال باي لحظة
- وصول الدين العام الى مستويات تهدد جديا بإعلان افلاس الدولة والقضاء على اصل وجودها، مما يستتبع هذا الواقع من انهيار اجتماعي غير مسبوق حتى ابان الحرب الاهلية
- وصول اعداد اللاجئين السورين المنتشرين على مساحة جغرافيا الوطن الى اعداد ضخمة مع غياب الحد الأدنى لتنظيم هذا التواجد وما يعني من مخاطر تحولهم الى شعب بديل
- قتل للشهادة الرسمية واستبدالها بمجرد إفادات لا تعني الا الوصول بالمستوى التعليمي في لبنان الى الحضيض وهذا كل ما تفتق عنه عقول كل المعنيين بالمشكلة بين الدولة وموظفيها فكان الحل على حساب طلاب لبنان ومستقبلهم
- ولسنا بحاجة هنا الى التذكير بتفاصيل معاناة اللبناني من الطبابة المشكلة ، الى الكهرباء المظلمة، والمياه المقطوعة، والثروات المنهوبة ، والخدمات المفقودة، وعلى رأس كل ذلك يتربع خوف عميق من المستقبل المنتظر حيث لا امل ولا ضوء في اخر هذا النفق
في ظل كل هذا، ومن تحت انقاض الوطن المثخن بكل أنواع الجراحات ، يطلع علينا المسؤولون يوميا بتصريحات ومواقف لا تنبئ الا عن انسلاخهم الكلي عن كل ما يجري وما هو حاصل
فواحد جل همه الان هو انقاذ مسيحيي العراق، واخر لا يعنيه الا استمرار وجود بشار الأسد في قصر المهاجرين ، وذاك المتلهي بتنفيذ رغبات جلالة ملك وامير، واخر ينتظر على قارعة الطريق لا يتحرك الا بالانقضاض على فرصة توظيف هنا او صفقة تحاك حبائلها هناك
ومن بين كل هذه الأمواج المتلاطمة، والنيران الهاجمة على هشيم ما تبقى من حياة ممكنة في كل هذا اليباس من بيننا، تسارع حكومتنا الموقرة لعقد اجتماع عاجل بكل أعضائها ووزرائها مدججين بكل ما اوتيوا من مسؤولية عظيمة على اكتافهم، مستحضرين معهم جبال من حسّهم الوطني المنسجم تماما مع همومهم لاجل مناقشة موضوع هو في سلم اولوياتهم الان، موضوع النفايات الصلبة ,
فيا أيها اللبنانيون، لا يصدقن منكم أحدا بان الخطر الحقيقي علينا وعلى وجودنا هو مما يسمى بداعش، وانما هو فعلا بما ننتجه نحن من نفايات، وعليه فلا تلوموا أحدا,, فهذه نفاياتكم ردت اليكم .