لقد شهد العراق خلال عهد نظام صدام حسين من بين ما شهد من اخطاء وخطايا العديد من مظاهرالفساد بين بين النخبة الحاكمة والقريبة من النظام ,لكن طاعون الفساد الذي يضرب العراق اليوم وفي عهد رئيس الوزراء المنتهية ولايته/نوري المالكي/تجعل من اي مراقب للوضع العراقي يضع الفاسدين في عهد صدام حسين في مرتبة الاولياء والقديسين قياسا الى طابور الفاسدين والمفسدين في عهد المالكي ,حيث بلغت نسبة الفساد مستويات عالية جعلت من العراق الدولة الاكثر فسادا ويأتي على رأس قائمة الدول الفاسدة .فعلى مستوى نهب المال العام فان نسب العمولة التي تجنيها الطبقة المحظية والمحيطة برأس السلطة من عقود المشتريات كانت تصل الى حدود السبعين بالمائة في الوقت الذي كان النقص في الكهرباء يعم البلاد علما ان العراق يعوم على اكبر بحيرة من الاحتياط النفطي في العالم ويترافق ذلك مع معاناة يومية للمواطن العراقي من المشاكل التي يعيشها على كافة النواحي (الامنية والصحية والاقتصادية والتربوية والعسكرية)بحيث ان استمرار مسلسل التفجير كان يحصد العشرات من القتلى والجرحى يوميا .اما الاموال التي تم تهريبها خلال عهد المالكي من العراق الى الخارج تفوق ال/130/مليار دولار وتم تهريبها بأكثر من طريقة وخصوصا عن طريق صندوق اعمار العراق اضافة الى عمليات غسيل الاموال التي راجت بشكل واسع والتي استفاد منها مجموعة قليلة من المقربين والمحيطين بالمالكي في الوقت الذي ينحدر فيه اكثر من نصف الشعب العراقي الى ما تحت خط الفقر ...اما البرلمان العراقي فقد اصبح مرتعا للفساد بسبب الرواتب والمزايا المادية الخيالية للنواب ...والوظائف تحولت الى تجارة رابحة لبعض المحتكرين لها والذين يجنون منهاملايين الدولارات ,ومن يريد ان يحصل على وظيفةفعليه ان يدفع عشرات الالاف من الدولارات كرشاوى فيصبح همه الاول هو استرداد هذه الاموال بأي طريقة سواء بالرشاوى او بالاختلاس ... وقد تمكن فريق المالكي من وضع اليد على كافة المؤسسات الرسمية في الدولة يعيث بها كيفما يشاء فمن المؤسسة المالية /البنك المركزي/الى مؤسسات الجيش والامن والشرطة وصولا الى مؤسسة القضاء التي تمكنه من منع المحاكمة عن من يشاء ويوجه التهم لمن يشاء ....لكن الشيء الوحيد الذي نجح فيه المالكي وحققه هو تعميق الطائفية معتقدا ان التعصب الطائفي هو افضل طريق لبقائه في السلطة .....فبالرغم من الدعم المحلي والاقليمي والدولي الذي حظي به نوري المالكي وخصوصا الدعم الايراني والاميركي الا انه اثبت وخلال فترة حكمه التي دامت لأكثر من ثماني سنوات فشله في ادارة الحكم بسبب اصراره على ممارسة السلطة بطريقة دكتاتورية وفجة بحيث اضاف صفحة سوداء الى التاريخ العراقي المليء بالصفحات الملطخة بالدماء والمآسي والمعاناة ....
طانيوس علي وهبي