لم يستفق بعد أهالي القرى المسيحية الحدودية في منطقة عكار من هول ما حصل في عرسال مطلع الشهر الحالي، خاصة بعدما شعروا أنّ بلداتهم ستكون الهدف الثاني لإرهابيي "داعش" الذين لن يتمدّدوا إليها من الحدود السورية كما حصل شرقي البلاد بل من بوابة طرابلس وبعض المناطق التي تضم خلايا نائمة للتنظيم المتطرف شمال لبنان.
ويعتمد أهالي البلدات المسيحية الحدودية ومنها عندقت والقبيّات وعيدمون وغيرها على "الأمن الذاتي" بعد التطورات الأخيرة في عرسال، فيتناوب الشبان المدنيون على حراسة قراهم ويشدّدون من إجراءاتهم ليلا، فيما تسيّر البلديات دوريات للتأكد من عدم وجود أيّ تحركات مشبوهة.
وقد انطلق الأمن الذاتي فعليًا بعد رصد أهالي إحدى القرى تحركًا لمسلحين في أحد الأودية ما استدعى استنفارا للبحث عنهم وضمان عدم عودتهم.
ويقول م. غ. وهو أحد الشبان الذين يتولون الحراسة ليلا في إحدى هذه القرى: "لا نخاف من تمدد داعش إلينا عن طريق سوريا، باعتبار أنّ المناطق السورية الحدودية الملاصقة لنا يتولاها الجيش السوري، لكن ما نخشاه استيقاظ الخلايا الارهابية النائمة في طرابلس وحلبا وغيرها من المناطق".
ويعيش هؤلاء الشبان ما يشبه حال استنفار، "فنحن لن نكون مسالمين كمسيحيي العراق، سندافع عن أرضنا ولن نتركها مهما اقتضى الأمر من تضحيات"، كما يؤكد م.غ. مضيفا: "هنا الجيش بالنسبة الينا خط أحمر، ونحن بدل أن يحمينا جاهزون لحمايته..." ويتابع: "ما حصل معه في عرسال والتسويات التي تمت على حسابه من المستحيل أن تحصل في مناطقنا".
ولا يعوّل مسيحيو القرى المذكورة على قوتهم الذاتيّة فقط بل على "سنّة عكار الذين لا يشبهون سنّة أي بلدات لبنانية أخرى، فالعدد الأكبر من عناصر الجيش اللبناني هم أصلا من منطقة عكار ومن الشمال اللبناني الذي لا يمكن أن يشكل بيئة حاضنة للارهاب كما حصل في عرسال".
ويقول ش.ج. وهو زميل م.غ. بالحراسة: "كان الخوف أكبر من تحرك داعش نحونا بالتزامن مع اندلاع الاشتباكات في عرسال لمحاولة اشغال الجيش بجبهات أخرى، لكن الهواجس لا تزال موجودة من عملية ينفّذها الارهابيون في اي لحظة، فمشروعهم قائم في المنطقة ككل ونحن جزء من هذه المنطقة".
ويحمّل عددٌ كبيرٌ من مسيحيي القرى المذكورة نواب الشمال مسؤولية "التسوية" التي تمت على حساب العسكريين المختطفين، ويتحدثون عن "قطب مخفية لا بد أن تظهر عاجلا أو آجلا".
ولم تقتصر التحركات المسيحية في لبنان بعد تمدّد تنظيم "داعش" الارهابي في العراق وتحركه في عرسال على المستوى الفردي، اذ عقد أكثر من حزب مسيحي اجتماعات أمنية متتالية لمواكبة التطورات. وقد طالب المسؤولون في أحد هذه الأحزاب الرئيسية عناصر الخلايا المخوّلة التعاطي بالملف الأمني مع أجهزة الدولة المعنية، ممارسة أقصى درجات الوعي والتنبه لضبط أي تحركات مشبوهة والابلاغ عنها لمنع توسعها، والأهم التصدّي لأي حركة مفاجئة قد تقوم بها خلايا ارهابية نائمة موجودة في الداخل اللبناني تحت غطاء اللجوء أو العمالة السورية.
ولم تسجل حتى الساعة عمليات حديثة لتوزيع سلاح حتى على الشبان الذين يتولون الأمن الذاتي في بعض المناطق وهم لا زالوا يعتمدون على سلاحهم الشخصي، بخلاف ما سجّل عشية أحداث أيار 2008.
أمن ذاتي في قرى عكار المسيحية وتخوف من تمدد داعش إليها من بوابة طرابلس
أمن ذاتي في قرى عكار المسيحية وتخوف من تمدد داعش إليها من...يولا اسطيح
NewLebanon
مصدر:
النشرة
|
عدد القراء:
597
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro