أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون أنّ الجيش اللبناني يخوض معركة بطولية في وجه الإرهاب انطلاقاً من بلدة عرسال ، واصفاً هذه المعركة بأنها أساسية ووجودية، منبّهاً إلى أنّ الفشل في إحباط محاولة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" التمدّد إلى لبنان سيؤدي لفتح الباب أمام ذهاب البلد إلى المجهول.
وفي حديث لـ"النشرة"، أعرب النائب عون عن ثقته بأنّ الجيش سيتمكّن من تحقيق الانتصار في هذه المعركة، لكنه لفت إلى أنه كان يمكن تفاديها لو كانت هناك إرادة أقوى خلال السنوات السابقة من قبل الكتل السياسية المختلفة إذ كان يمكن ضبط الوضع، في حين أنّ المشكلة باتت اليوم أكبر بكثير ومعالجتها بالتالي أكبر، وقال: "في كلّ الأحوال، أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً".
لا نفاوض على مطالبنا
وردا على سؤال، أوضح النائب عون موقف تكتله الرافض لأي نوع من المساومة على حساب دماء شهداء المؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أنّ المهم هو الوصول لنتيجة وبالتالي تحرير الأسرى واستعادة السيادة وإنهاء الوجود المسلح الغريب عن أرض لبنان، وقال: "إذا كانت هذه النتيجة تتحقق بمعركة عسكرية فليكن، لأنّ المهم عدم حصول أي مساومة أو أي تفاوض يمسّ بسيادة البلد".
ونفى عون أن يكون التكتل يرفض أي مسار وأي وساطة ستؤدي للمطالب، وأردف: "نحن لا نفاوض على مطالبنا، لكن هذا لا يعني أننا لن نكون مرتاحين في حال استسلم الإرهابيون"، واضاف: "المعادلة هي لا للتفاوض مع الإرهابيين، نعم لاستسلامهم".
التجارب السابقة أثبتت وجود حظر
وفي ما يتعلق بتسليح الجيش اللبناني وما يُحكى عن عروض هنا وهناك، أشار عون إلى أنّ التجارب السابقة برهنت أن هناك حظراً مفروضًا على تسليح الجيش، ملاحظاً أنّه حتى عندما كان يُعطى الجيش أسلحة، فإنّ المسألة كانت تُحصَر بنوعية أسلحة معيّنة.
وإذ أعرب عن شكره وتقديره لكلّ المبادرات والهبات التي تأتي لدعم الجيش، ذكّر بأنّ التكتل كان من أشدّ المطالبين بإقرار خطة واضحة لتسليح الجيش، مجدّداً مطالبة كل الدول الصديقة بالمساعدة على هذا الصعيد، وقال: "نحن نرحّب على هذا الأساس بالهبة المعروضة من قبل السعودية، ونأمل أن تترجم سريعًا حتى يكون لديه العتاد اللازم".
خيانة عُظمى
وفي سياق متصل، انتقد عون المواقف الصادرة عن بعض النواب والمسيئة للجيش اللبناني، حيث شدّد على وجوب وضع حد لهذا النوع من الكلام والتصرف، واصفاً إياه بغير المقبول والمعيب، مستغرباً كيف يرتضي البعض لنفسه تقديم أعذار سياسية ومذهبية لإرهابيين. وإذ لفت إلى أنّ هذه الممارسات قد ترتقي في دول أخرى لحدّ الخيانة العُظمى، أسف لكون من يقومون بها في بلدنا يُكرَّمون ويصبحون نواباً.
ورأى عون أنّ محاسبة هؤلاء يجب أن تبدأ من كتلتهم، ملاحظاً أنّ موقف كتلة المستقبل ورئيس تيار المستقبل الداعم للجيش موقف عظيم، "ولكن هناك نواب أعضاء في هذه الكتلة قالوا كلاماً مختلفاً ولم نسمع أحداً يشجب هذا الشيء"، وإذ رأى أنّ الكتلة حرّة في القيام بما تجده مناسباً، شدّد على أنّ التشكيك بالجيش والتخفيف من وطأة المعركة التي يخوضها ويستشهد جنوده في سبيلها أمر معيب.
جرس إنذار
وتعليقاً على تحميل البعض "حزب الله " مسؤولية ما يجري في عرسال، لفت عون إلى أنّ الجدل السياسي ليس جديداً وهو سابق لعرسال ولاحق لها لكنه لا يبرّر بأيّ شكل من الأشكال الإرهاب الذي يمارسه التكفيريون اليوم، مشدّداً على عدم جواز التشكيك بالجيش في وقت يقاتل الأخير دفاعاً عن لبنان في وجه إرهابيين سيطروا على ارض لبنانية وأخذوا رهائن من القوى الأمنية وقتلوا المواطنين.
وفي السياسة، توقع النائب عون أن يكون للعملية الجارية في عرسال انعكاسات عملية، مشيراً إلى أنّ أحداث عرسال هي بمثابة جرس إنذار، لافتاً إلى أنّ البلد معرض لأخطار شتى ومواجهة هذه الأخطار تتطلب تأمين الحدّ الأدنى من الاستقرار السياسي باعتبار أنّ ذلك أفضل بكثير من أن نكون مشتتين. وفيما وضع لقاء رئيس التكتل العماد ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في هذا الإطار، اعتبر أنّ وضعنا اليوم أفضل من أيام الفراغ الحكومي، لكنه يكون أفضل إذا انتخبنا الرئيس واعدنا الاستقرار للمؤسسات.