يقول مسؤول كنسي ان للبنان رباً يحميه اذا تخلى عنه من في الارض، وهو الذي يوحي الى القادة القادرين فيه على أن يفعلوا ذلك والا تحملوا المسؤولية امام الوطن والتاريخ، ومن هؤلاء القادة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي تقع عليه مسؤولية انقاذ لبنان قبل ان يبادر الى انقاذ اي وطن آخر خصوصاً ان في استطاعة ذلك اذا قدم مصلحة لبنان على اي مصلحة اخرى.
وعدد المسؤول الكنسي ما يستطيعه "حزب اله" فيعمد الى الآتي:
اولاً: تأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية سواء تم التوصل الى اتفاق على شخص الرئيس او لم يتم ذلك بالعودة الى نصوص الدستور التي تدعو الى انتخاب الرئيس بالاقتراع السري من بين مرشحين معلنين وغير معلنين لأن الدستور لا يشترط على المرشح للرئاسة ان يعلن ترشيحه، ولأن تنظيم البيت الداخلي لا يتم قبل ان يكون له ربه والا تفرقت العائلة. وعندما يتم انتخاب رئيس الجمهورية فانه يباشر اجراء استشارات نيابية لتشكيل حكومة مهمتها الاشراف على اجراء انتخابات نيابية على اساس قانون جديد يؤمن التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب، ويصير اتفاق على شكل هذه الحكومة هل تكون ممثلة لكل القوى السياسية الاساسية في البلاد ام حكومة لا مرشحين للنيابة بين اعضائها حرصا على حرية الانتخابات ونزاهتها.
ثانياً: عند انتخاب رئيس جديد للجمهورية يقرر "حزب الله" سحب مقاتليه من داخل الحدود السورية الى الحدود اللبنانية ليساند الجيش وقوى الامن الداخلي في حماية هذه الحدود ومنع اي تسلل عبرها والتصدي لأي مجموعات ارهابية او اصولية ما يجعل اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم يؤيدون عمل الحزب ويشاركونه في الدفاع عن الحدود في اطار قدرته وامكاناته عوض ان يحارب الحزب خارج حدود لبنان فيخرجه عن سياسة النأي بالنفس ويحدث انقساماً سياسياً ومذهبياً حاداً ويستدرج تالياً المجموعات الارهابية الى الداخل اللبناني رداً على تدخله في سوريا.
ثالثا: ان تعالج مشكلة سلاح الحزب في إطار استراتيجية دفاعية تجعل الدولة تستفيد من طاقات الحزب العسكرية وخبراته في مواجهة اي عدوان ولا سيما عدوان اسرائيل ليصبح الرد عليه مسؤولية الدولة وقواتها المسلحة وليس من مسؤولية اي حزب او فئة لئلا ينعكس ذلك سلباً على الوحدة الداخلية التي هي امضى من كل سلاح اذا ظلت قوية ومتماسكة اذ لولا هذه الوحدة لما كان "حزب الله"تصدى بنجاح لعدوان اسرائيل في حرب تموز 2006، وهو نجاح ما كان ليتحقق لولا هذه الوحدة الداخلية.
رابعاً: تنفيذ بنود القرار 1701 كاملة لأن بتنفيذها تقوم الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها ولا يكون قانون غير قانونها ولا سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها. ويصير في الامكان الاستغناء عن وجود القوات الدولية في الجنوب عندما تنسحب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية تنفيذاً للقرار 1701 وتعود احكام الهدنة بين لبنان واسرائيل لتنظم العلاقات بين البلدين الى أن يتم التوصل الى تحقيق سلام شامل في المنطقة.
أما إذا كانت ارتباطات الحزب الاقليمية تمنعه من أن يفعل كل ذلك إلا بالتنسيق مع الخارج وتحديداً ايران، فإن على العماد ميشال عون الذي يقول ان لا ارتباط له بأي خارج أن يقوم بدور المنقذ فيحضر مع نوابه جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لأن أي اصلاح يدعو اليه لا يتحقق إذا لم يكن للدولة رأس لئلا تتصارع الرؤوس على حكمه... وعندها لا يكون أقوى زعيم مسيحي انما يكون أقوى زعيم لبناني.
ويختم المسؤول الكنسي بالقول ان أياً من "حزب الله" والعماد ميشال عون إذا لم يقم بدور المنقذ، فإن مسؤولية احتمال زوال لبنان تقع عليهما، لأن استمرار الشغور الرئاسي قد يؤدي الى فراغ مجلسي وفراغ حكومي يفتح الابواب للفوضى التي تعصف بعدد من دول المنطقة فتفككها وتجعلها قابلة لأن تصبح اناء يأخذ شكل المياه التي توضع فيه، أو عجينة مجبولة بالدم لتصبح طرية وقابلة لأخذ الشكل الذي يريده الخارج خدمة لمصالحه. فهل يبادر "حزب الله" والعماد عون أو أحدهما لانقاذ لبنان فيسجل لهما التاريخ هذا العمل الوطني العظيم؟
الواقع ان ايران إذا كانت تريد فعلاً الخير للبنان والاستقرار كما يصرح مسؤولون فيها، فإن في استطاعتها اعطاء اشارة الى "حزب الله" لانقاذ لبنان كما أعطته اشارة لانقاذ النظام في سوريا...