يعيش الموظفون في لبنان حالة من العنصرية في التعامل بين الموظف والمدير حيث يتعرض الموظف للكثير من الاساءة خلال عمله ,إساءات تطال أحيانا كرامته في ظاهرة تنتشر كثيرا في الآونة الأخيرة وليس على الموظف سوى الصبره والصمت للإستمرار في عمله .
البداية تكون أن يتقدم الموظف بطلب العمل حسب الإعلان المنشور في صفحات الويب أو على صفحات الجرائد فتتم المقابلة حسب الشروط المطلوبة من رب العمل وبعد الموافقة على طلبه يباشر العمل بتنفيذ النقاط المطلوبة منه لمدة تقارب أسبوع أو أسبوعين وهذه تكون فترة تجربة لأدائه وبعد ذلك تتكاثر الأعمال عليه ليصبح وكأنه مدير الشركة أوهو الذي يديرها لكن بموقع إداري بسيط جدا و براتب لا يتعدى المليون ليرة لبنانية وبدوام يتعدى التسع ساعات يوميا واحيانا لا يشتمل الدوام على وقت للغذاء او للإستراحة . ،ورغم ذلك يجب عليه أن يبقى ملتزما بدوام عمله وبالجهد المطلوب من أي موظف ورغم ذلك يبقى بنظر مديره موظفا غير نشيط غير كفؤ غير ملتزم بالأمور المطلوبة منه ولا يتفاعل مع باقي الموظفين ولا يقدم العون لأحد ،فهو بنظره فقير معدم بحاجة ماسة الى العمل لذلك يستطيع أن يكيل إليه التهم بالطريقة التي يريدها وأن يقلل من أحترامه أمام الموظفين، فهنا تداس كرامة الموظف بطريقة تعسفية وليس أمام الموظف سوى الصمت للمحافظة على عمله حيث يتوجب عليه الإستمرار بالعمل رغم جميع الظروف المتعبة والمخاطبة السيئة من رب العمل والبديل هو البقاء في المنزل والبحث عن عمل آخر وفترة البحث قد تصل الى الأشهر وربما سنة أو أكثر خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد بوجود النازح السوري الذي يحظى بالاولوية في التوظيف بسبب قبوله بالحد الادنى من الراتب .
وبعد التدقيق والبحث مع عدد من الموظفين العاملين في بعض المواقع والشركات في بيروت قمنا بطرح السؤال التالي : كيف ترى المعاملة في المدير والموظف ؟وما هي الايجابيات و السلبيات؟
رأى البعض أن الأهم في العلاقة بين الموظف والمدير هو الإحترام والتقدير المتبادل بين الإثنين لذلك على الموظف إحترام موقع مديره ورب عمله واحترام افكاره التي يريد ايصالها عبر وسيلة العمل التي نشأت بينهم ويجب عليه أن يخلص للمؤسسة التي يعمل بها ،أما بالمقابل فيجب على صاحب لعمل تقدير مجهود الموظف بالطريقة المعنوية والمادية كما عليه أيضا أن يكون عادلا في تحديد الرواتب بين الموظفين لأن الموظف عندما يشعر بالظلم يخفف من مجهوده وينصرف للبحث عن عمل اخر اكثر انصافا ، واشار البعض الى ضرورة التقارب الفكري والثقافي بين الموظف ومديره لكي ينجح العمل , وقال لنا أحد الموظفين أن 90 بالمئة من ارباب العمل يعاملون موظفيهم بالطريقة السلبية .
ورأى البعض ان المشكلة تكمن في قوانين العمل المعتمدة والتي اكثرها لا ينصف الموظف ولذلك لا بد من البحث في تطوير هذه القوانين لتصبح اكثر انصافا وعدلا تجاه الموظف .
مصطفى محمد الشامي