نجحت غزة وفلسطين مرة اخرى بان تنقذنا من جحيم الحروب المذهبية والمناطقية والطائفية وان تعيد ترتيب الاولويات وان تؤكد لنا ان العدو الاول والاخير للعرب والمسلمين والاحرار في العالم هو العدو الصهيوني وان لا خيار لمواجهته الا في المقاومة والصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني.
هذه هي الخلاصة التي يؤكدها قادة المقاومة في فلسطين ان في مواقفهم العلنية او من خلال الاتصالات واللقاءات التي يجروها مع قادة ومسؤولي الدول والحركات الاسلامية في المنطقة .
فبعد اكثر من ثلاثة اسابيع من العدوان الصهيوني على قطاع غزة واستشهاد 1300 مواطن فلسطيني وجرح 7000 وتدمير المنازل والمدارس والمؤسسات الانسانية، تستمر غزة بالمقاومة وتقدم لنا امثولات جديدة من الشجاعة والصبر والجرأة والوعي السياسي.
ورغم ان الاوضاع العربية و الاقليمية والدولية لم تكن لصالح المقاومة بسبب انشغال كل قطر عربي بهمومه وتقدم القضايا الدولية على القضية الفلسطينية وازدياد الصراعات المذهبية والطائفية،فها نحن اليوم وبعد ثلاثة اسابيع على العدوان ان القضية الفلسطينية تعود لواجهة الاهتمام وقد نجح المقاومون والشعب الفلسطيني بفرض معادلاتهم على قادة العالم ولم يعد العدو الصهيوني من يمتلك زمام المبادرة في تحديد موعد بدء العدوان او انهائه او شروط وقف اطلاق النار، بل ان المقاومة هي التي تحدد الشروط وهي التي تملك زمام المبادرة بالقتال والمواجهة مدعومة بصبر وصمود شعبي رائعين.
واما على صعيد الاتصالات واللقاءات التي اجريت بين قادة المقاومة في فلسطين ولبنان اضافة للاتصالات على الصعد الاقليمية والدولية، فقد قالت مصادر قيادية في المقاومة: ان حصيلة هذه الاتصالات تؤكد ان حرب غزة ستغير معادلات المنطقة وان المقاومة ستكون هي المعيار لتحديد التحالفات والمحاور، وان جبهة المقاومة ستعيد ترتيب الاولويات وان الجميع سيتعاون من اجل اعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة لصالح قوى المقاومة.
واضافت المصادر: ان حرب غزة اعادت الحرارة الى خطوط التواصل بين الجميع وان هناك اتفاقا بين قادة المقاومة على التعاون والتنسيق السياسي والميداني في جميع المجالات وان ما يجري في غزة لن تقتصر نتائجه على الشعب الفلسطيني فقط بل سيشمل كل قضايا المنطقة وانه بعد انتهاء العدوان وانتصار ارادة المقاومة والشعب الفلسطيني سنكون امام اليات جديدة للتواصل والمبادرات لحل ازمات المنطقة ، وان ما نشهده اليوم من لقاءات واتصالات على صعيد قوى المقاومة وبعض الدول العربية والاسلامية سيؤسس لمرحلة جديدة وان المقاومة ستكون الاساس في تحديد المحاور وتشكلها وان صمود غزة وانتصارها سيعطي دفعا جديدا للقوى الاسلامية في ادارة الصراعات ومواجهة الازمات المختلفة.
واوضحت المصادر: ان المعركة في غزة اثبتت بوضوع ان قوى المقاومة رغم ضعف الامكانيات والقدرات والحصار عليها تستطيع ان تواجه الجيش الصهيوني الذي اصبح عاجزا عن حسم المعارك التي يخوضها رغم كل القوة النارية التي يمتلكها والمجازر الوحشية التي يرتكبها ضد الابرياء والمدنيين والاطفال وان هذه المعركة ستقدم في المستقبل دروسا وقواعد جديدة في الصراع والقتال وستدرس في الاكاديميات العسكرية لانه لاول مرة تنجح قوة مقاومة في مواجهة جيش كبير رغم ان طبيعة المنطقة والامكانيات التي يمتلكها الجيش الصهيوني تفوق بشكل كبير امكانيات المقاومة والمنطقة مكشوفة بشكل كامل ، ويمكن تسمية هذه الحرب اليوم بحرب الانفاق وتكتيكات الانفاق.
وتختم المصادر: ان معركة غزة نجحت مرة اخرى بتصويب البوصلة وان ترسل رسالة للجميع بان العدو الصهيوني هو العدو الاول والاساس وان المفروض وقف كل الصراعات والمعارك في المنطقة من اجل اعادة تصويب البندقية نحو هذا العدو بدل الغرق في الصراعات والمعارك المذهبية والطائفية او الصراعات على السلطة.
قاسم قصير