فاجأ كعادته النائب وليد جنبلاط الرأيّ العام اللبناني عندما التقى بأمين عام حزب الله في لحظة "تخلي" لبناني عن استحقاق رئاسي شيّعته الطبقة السياسية الى مثواه الأخير ريثما تنضج حلولاً خارجية تساعد الداخل البليد على المُضيّ قُدُماً نحو قصر بعبدا وتوفير رئيس لن يغيّر شيئًا في الواقع اللبناني باستثناء اضافة انقسام آخر بين مؤسسات الرئاسة .. في العودة الى جنبلاط المحاول الدائم لحصول توافق على رئيس وسطي يعطي الرئاسة الأولى دوراً لبنانيّاً لا سعودياً ولا ايرانياً لتحسين شروط الاجتماع اللبناني على مصالح داخلية لا على أجندات اقليمية تأتي زيارة الزعيم وليد جنبلاط لقائد المقاومة محاولة جادة لتصحيح المسار السياسي بين الجبل والضاحية على خلفية الرئاسة الشاغرة بقيام حلف رئاسي يستثني المستقبل ويحضّر لأجواء الانتخابات النيابية القائمة على تحالف شيعي – درزي – عوني من شأنه أن يعطي المعادلة السياسية في لبنان توازنات أخرى وتضع حدّاً جدّياً للعلاقة الاشكالية بين التقدمي و حزب الله والفاقدة لثقة القيادتين .
ربما أضغاث أحلام أو مبالغة حزبية لحزب ينظر الى المستويات السياسية بدونية لفرط في القوّة الغيبية وربما تعبّر عن نوايا متعطشة لجرعة قوّة من جهة يُنظر اليها بضعف في لحظة يشعر فيها الأقوياء بوهن قوتهم وحاجتهم الملحة "لعدو" يمنحهم ما يحتاجونه لعبور جسور الصعوبات وصولاً الى ممرات آمنة بعد أن تعثّرت بخطواتهم الطرق الوعرة في كثير من ساحات الانتصار ... وربما تكون الزيارة الجنبلاطية مسحاً لذاكرة حزبية لا تنسى وتسهيلاً لمستقبل سياسي بين جهتين قادرتين على التحكّم بالمسار السياسي ببعده الانتخابي وبمضمونه الاستحقاقي ولكن لذلك محاذير هل يتحمل التقدّمي عقباها؟ لا شيء مستحيل في البلد المستحيل والرجل المستحيل ...!