السؤال: كنّا نقلّد السيد فضل الله، وكما تعلمون فإنّ السيد الآن ميّت، ونحن بقينا على تقليده، كيف يثبت لنا العيد أو أوّل شهر رمضان؟ هل بمجرّد الاتصال بمكتب السيّد وسؤالهم؟ ما هو تكليفنا؟ وشكراً (حمزة أسدي، العراق).
الجواب: إذا حصل لكم من إخبار مكتب المرجع الديني المتوفى ـ عبر البيان الذي يصدره أو عبر الاتصال به ـ علمٌ أو اطمئنان بأنّ القمر في الليلة الفلانية يكون قد خرج من المحاق ويمكن رؤيته، فيمكنكم الاعتماد على إخبارهم وتطبيق فتوى المرجع الذي تقلّدونه في هذا المجال. والقضيّة هنا أنّ ما يصدره مكتب المرجع، بل ما يصدره المرجع نفسه، في قضيّة العيد، من إعلان اليوم الفلاني عيداً، ليس فتوى منهما، حتى نقول بأنّ مكتب المرجع لا يحقّ له ـ بعد وفاة المرجع ـ إعلان العيد، بل هو مجرّد إخبار للمكلّفين بأنّ فتوى المرجع تنطبق على اليوم الفلاني وفقاً للمعلومات التي جمعناها لكم من علماء الفلك والتقارير الفلكية، فإذا حصل للمكلف اطمئنان بإخبار المرجع أو المكتب أمكنه تطبيق الفتوى، وإلا فلا يصحّ منه اعتبار ما أعلنوه عيداً، حتى لو كان مُعلِن العيد هو المرجع نفسه، ما لم يكن إعلانه للعيد حكماً، فيرجع في ذلك إلى التزامه بالحكم الذي أصدره مرجعه. وهذه قضيّة عامّة غالباً ما يبتلي بها المكلّفون، ويظنون أنّ كل ما يصدر من المرجع هو فتوى، فلو أصدر مكتب المرجع الحيّ أو المتوفى إعلاناً بأنّ زكاة الفطرة تساوي المبلغ الفلاني من النقود، فهذا الإعلان ليس فتوى ملزمة، فلو أنّ المكلّف رأى أنّ قيمة زكاة الفطرة تساوي أكثر من هذا، لزمه العمل بما توصّل هو إليه، لا بما قاله المرجع أو مكتبه في هذا المجال؛ لأنّ ما قالوه ليس فتوى ملزمة في هذا الإطار. وهكذا لو أعلن مرجعٌ أنّ الطعام الفلاني ـ من أجبانٍ أو حلويات ـ فيه موادّ لا يجوز أكلها كدهن الخنزير مثلاً، فإنّ قوله هذا مجرّد إخبار وليس بفتوى، فلو أنّ المكلّف بحث بنفسه وتوصّل إلى خطأ المرجع في معلوماته المقدّمة إليه حول هذا الطعام، فيمكنه العمل بما توصّل هو بنفسه إليه، وليس ملزماً بالأخذ بكلام المرجع ولا مكتبه، سواء كان المرجع حيّاً أم ميتاً، وإنّما يصدر المراجع أو مكاتبهم مثل هذه الأمور تسهيلاً على المكلّفين، حيث يخبرونهم بنتائج ما حصلوا عليه من معلومات حول العيد أو الطعام الفلاني أو قيمة الزكاة في هذا البلد أو ذاك، فيكون إخبارهم هذا معتبراً لو أفاد الاطمئنان أو يكون حجّةً لو كان إخباراً حسيّاً مباشراً من باب حجيّة خبر الثقة.