قال الله سبحانه وتعالى :بسم الله الرحمن الرحيم شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
وجاء في الحديث الشريف : إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ.
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .
إن شهر رمضان المبارك أراده الله سبحانه و تعالى مناسبة للتقرب إليه ومحطة سنوية لرجوع العبد إلى الله و التزود من رحمته وغفرانه وقد كان المسلمون فيما مضى يحترمون هذا الشهر ويقدرونه وفيه كانت تتوقف الحروب يعم الوئام والمحبة والتسامح بين الناس .
وأما في زماننا هذا فيتحول الشهر الفضيل إلى مناسبة لارتكاب الموبقات والمحرمات حيث يشهد الشهر الفضيل كل عام المزيد من حفلات الطرب والمجون وتحدد شركات الطرب والفن ظهور الفنانين في هذا الشهر المبارك ,وأضحت شركات الإنتاج التلفزيوني تستغل هذا الشهر الفضيل لعرض منتجاتها غير آبهة بحرمة هذا الشهر الكريم التي أرادها الله ولا بآدابه التي تحدث عنها رسول الله (ص) وغير آبهة أيضا بمشاعر ملايين المسلمين على أمتداد العالمين العربي والإسلامي فتلجأ الى اختيار مسلسلات لا تمت للشهر الكريم بصلة ولا تراعي الآداب الاسلامية التي من المفترض مراعاتها احتراما لهذا الشهر .
ونظرا لخطورة هذه الظاهرة وتأثيرها السلبي الكبير على مجتمعاتنا الاسلامية تحدث الى موقعنا عن هذه الظاهرة سماحة الشيخ هشام خليفة رئيس دائرة الاوقاف في الجمهورية اللبنانية الذي أشار الى أن ظاهرة انتشار المسلسلات في شهر رمضان وإقبال الناس على مشاهدتها يؤكد ان الناس تحتاج لما يملئ وقتها ويكون فيه التسلية والفائدة ، ولكن بات من المؤكد والواضح للجميع وهو مكان استهجان واستنكار من غالبية أبناء المجتمع اللبناني والعربي ، أن بعض هذه المسلسلات والبرامج تجاوزت الكثير من الأسس والاعتبارات و المسلمات ، ومن ذلك تناقض هذه المسلسلات مع حرمة شهر رمضان ، وتضاربها مع الحكمة من الصيام وهي تهذيب النفس والبعد عن الشهوات ، لا اثارة الغرائز بما يعرض فيها من صور لنساء شبه عاريات ، ومواضيع جنسية ، وكلمات تثير الفكر باتجاه واحد وهو علاقة الرجل بالمرأة ، مع ما تحمله مواضيع هذه المسلسلات من مصادمة للقيم الراقية ، والأخلاق الطيبة ، فمحورية المواضيع حول الخيانة الزوجية ، وتعدي الأصدقاء على أعراض بعضهم ، وما ينتج عن ذلك من قتل وجرائم وتعديات وقطع للأرحام . كان من الممكن ان يراعي المنتجون والمخرجون ، كما فعل البعض مشكورا على ذلك ، بان يؤمن للناس مجالات التسلية وملئ الوقت بما ينفع ويفيد الصغار والكبار ، وَبَما يراعي قيم المجتمع اللبناني والعربي ، ولا يخدش الحياء والذوق للبيئة الاسلامية والمسيحية الملتزمة بأدابها الشرقية والايمانية .
بدوره تحدث إلينا سماحة الشيخ علي خازم عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان الذي قال تحت عنوان صونوا صيامكم.
"سلِّي صيامك" عبارة أطلقها الإعلام العربي في ستينيات القرن الماضي مؤسسا بها مرحلة من تشكيل وعي خاص لشهر رمضان بعيدا عن الأعمال العبادية والإجتماعية جاذبا الكثيرين للتسمر أمام الراديو والتلفزيون ومتابعة "ألف ليلة وليلة" و"الفوازير" والمسلسلات ..
ولئن كانت تلك الثقافة بريئة جدا وبسيطة إذا ما قورنت بما تعرضه اليوم بعض القنوات الفضائية فإن التلفزيون نفسه يبقى أداة تحاول إخضاع المشاهد لإرادة المنتج والثقافة التي يريد تشكيلها ..
في هذا الموسم كثير من المسلسلات لم يظهر فيها عنوان شهر رمضان والصوم والقيم المتعلقة بهما والمفروض تعزيزها أو الوصول إليها إلا نادرا..
لا تجد شهر رمضان إلا في بعض المسلسلات الحكواتية التي تنقل صورة مجتمعاتنا قبل نصف قرن وليس له أي وجود في المسلسلات التي تدعي معالجة قضايا معاصرة وما تروج له من ثقافة الخيانة والزنا والشذوذ .
التسلية ليست حراما لكن قد يكون موضوعها وأدواتها محرمة , وقد تكون نسبة الوقت المخصص لها على حساب الأعمال الخاصة بشهر رمضان هي الموقعة في الحرام .