أصبح مسلسل اطلاق الصواريخ من بلدة جنوبية محاذية لمخيم الرشيدية في صور أمراً مسلياً جداً خاصة وأنه يشهد فعلاً وردّ فعل مدروسين جداً بحيث لا يتضرر أحد من الجانبين اللبناني والاسرائيلي ودون احداث فجوات كبيرة أو صغيرة في جدار القرار الدولي ال1701 ودون ارباك المجتمع الدولي وكأن الصواريخ المستعملة من صنع اسرائيلي ورسائلها واضحة في تحشيد موقف دولي خلف نعش الأمن الاسرائيلي لكسب المزيد من التأييد الدولي لتطرف القيادة اليهودية في مسألة السلام مع الفلسطيني .
لو كانت المقاومة الجهة المطلقة لصواريخ "القليلة " لما حبست اسرائيل أنفاسها ولكانت الحرب المرتقبة اسرائيل ولبنان قاب قوسين أو أدنى ولو كانت الفصائل الفلسطينية من فتح الى حماس هي الجهات المسؤولة عن هزّ الأمن الاسرائيلي لصالح غزّة لفعلت اسرائيل فعلها المعتاد في لبنان من حرق للأخضر واليابس . وبالتالي فان المقاومة من حزب الله الى الأحزاب اللبنانية والفلسطينية تملك الجرأة الكافية لتأكيد دورها في المقاومة لصالح حماس في غزّة . كما أن الأجهزة الأمنية معنية بواقع الأمن في لبنان ومسؤولة مباشرة عن منطقة القرار الدولي في صدّ كل الهجمات الصاروخية الموجهة ضدّ السلامة العامة في لبنان . اذاً ثمّة استبعاد فعلي للقوى اللبنانية والفلسطينية عن أفعال مريبة الأمر الذي يؤكد أجنبية الفعل الصاروخي وامكانية أن يكون ذات هوية مشبوهة لجماعات ملتحية باتت معروفة في نتائجها المساهمة في تعزيز سياسات تعتمل لصالح الكيان الاسرائيلي بوسائل متعددة ومنها التخريب في الأمن لصالح العدو . حتى الآن لم تفلح الأشباح في توريط لبنان في حرب لا يحتاجها في ظلّ مشاكل لا تحصى بين العائلات اللبنانية واتصال لبنان بساحتين لا تُمكنه من الاستمرار كجهة نائية بنفسها ريثما تحط الحرب أوزارها ليخرج منها دون خسائر تُذكر . لكن ما يحصل يومياً في قرية جنوبية يشكك في قًدرات الدولة ويعطلّ من مفاعيل القرار الدولي ويحط الأطراف المسؤولة في دائرة الاتهام ويُسقط من حجم أدوارها الأمنية في منطقة صعب اختراقها من قبل أقزام الجنّ الداعشي المتلاعب في الأمن الى حدّ التهديد المباشر لبنية سلطة الأمن في لبنان . اذاً من المسؤول عن رميّ الصواريخ الى اسرائيل ؟ لا لنصرة حماس في غزّة بل لتوريط لبنان في الحروب المشتعلة في المنطقة أظنّ وبعض الظن يقين بأن اسرائيل وحدها المستفيدة من تدهور الأمن وبناءً عليه يمكن القول بأن الصواريخ المستعملة من جنوب لبنان والموجهة الى اسرائيل وظيفتها خدمة العدو وتحقيق مكاسب ومآرب له ودونه لبنان وفلسطين .