قبل اسابيع قليلة حين تفشى تنظيم "داعش" في العراق، شهد لبنان محاولات تفجير كان ابرزها ما حصل في ضهر البيدر وفي فندق في منطقة الروشة استطاعت القوى الامنية اللبنانية حصر مفاعيلها ومنع تكرارها حتى الان. وحين اشتعلت في غزة قبل ايام بالقصف الوحشي الذي نفذته اسرائيل ضد الفلسطينيين، جرت محاولات لاطلاق صواريخ من الجنوب لا يمكن الاعتداد بها فعلا لجهة امكان تأثيرها العملاني، لكنها اكتسبت خطورة كبيرة في ظل الاحتمالات التي يمكن ان تفتح على لبنان انطلاقا من اسرائيل على رغم الاستبعاد المبدئي والمنطقي لامكان توسع الحرب الاسرائيلية الجارية على قطاع غزة الى جنوب لبنان لاعتبارات مختلفة.
وسارعت القوى الامنية الى تطويق ما جرى ومحاولة اقفال المجال امام توريط لبنان او تحويله منصة يمكن ان تجره الى حروب في غير اوانها بالنسبة اليه. من مشهد انعكاسات التطورات في العراق الى غزة وقبلهما من سوريا ايضا والتي لا تزال قائمة، وان استطاع الجيش اللبناني والقوى الامنية ضبط تفشيها ومنعها، والانشغالات الدولية بمسائل متفجرة وخطيرة تمنع ايلاء لبنان اكثر مما تم ايلاؤه حتى الان ما تفترض مصادر مراقبة وجوب ان يشكل حافزا ملحا للمسؤولين اللبنانيين للانتقال الى مرحلة اخرى غير مرحلة الاستنقاع الموجود فيها لبنان راهنا والتي يتمترس الافرقاء وراء مواقفهم المعلنة ويمضون اوقاتهم بالهجوم على الخصم.
تسأل المصادر هل يمكن لبنان بوضعه الحالي مواجهة كل التحديات التي تعترضه، وهل افتراض ان لا انتخابات رئاسية قبل الخريف هو تسليم بانتظار انجاز استحقاقات خارجية التي قد تكون مؤثرة في لبنان او لا وعدم القيام باي مبادرة اليوم من اجل كسر الجمود المحيط بهذه الانتخابات؟
السؤال ينطلق من واقع ان ما مر من خطوات على طريق تعطيل الانتخابات الرئاسية حتى الان قد اسفر فعلا عن انتهاء مرحلة او اقفالها على رغم الاستمرار في المراوحة الكلامية عليها . وهذا لا ينفي استمرار فريق في ان يشكل عقبة امام حصول الانتخابات لكنه بات مدركا ومن خلال الاقتراحات التي قدم حتى الان اي تقديم اجراء انتخابات نيابية على الانتخابات الرئاسية او تقديم اقتراح لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب انه يعي استحالة وصول مرشحه. مما يفترض تاليا ان تحصل مبادرات من خلال اقتراح اسماء مرشحين والسعي الى تسويقها لدى مختلف الافرقاء او السعي الى الحصول على دعم
لها.
وثمة من يلقي التبعة على هذا الصعيد على بعض افرقاء قوى 14 آذار لا سيما المسيحيين منهم وتاليا تحملهم المسؤولية من اجل القيام بمبادرة لئلا يبقى هؤلاء في موقع رد الفعل ليس الا . فمسؤولية هؤلاء لا تقل عن تلك التي تقع على سواهم في الاستكانة الى اي مبادرة قد يأتي بها او يؤمل ان يأتي بها الخارج او ربما حلفاؤهم المسلمون في حين يجب البدء بمحاولة لقاء النائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري في منتصف الطريق من خلال تقديم مرشحين ومقاربة التيار العوني وحليفه "حزب الله" وربما احراجهما عبر المرشحين المقترحين لئلا يبقى البلد في حال انتظار يتشارك في سلبيتها ومسؤوليتها
الجميع.