ومنذ ان أعلنت حركة حماس موقفها الداعم للثورة السورية ووقوفها الى جانبها في وجه نظام الاستبداد الاسدي، حتى عدت بانها حركة مارقة وخارج محور الممانعة، فلم يشفع لها تاريخها النضالي الطويل في مقارعة العدو الإسرائيلي ولا عدد شهدائها واسراها ولا جرحاها الشهود الاحياء ،
وهذا ليس غريبا على ديدن هذا المحور، فلا يكفي عندهم ان تكون مقاوم وان تحمل السلاح وتقاتل العدو الإسرائيلي ولا ان تقضي نصف عمرك في زنازين الاحتلال حتى تنال شرف الدخول الى مرابع هذا المحور، لان المطلوب وقبل كل هذا وذاك هو ان تقر وتعترف بحصرية الفعل المقاوم وبالتالي الخضوع التام لقيادة هذا المحور المتمثلة أولا وأخيرا بالدولة الإيرانية وامتداداتها بالمنطقة من المالكي الى بشار الأسد وصولا الى حزب الله، وان أي مقاومة خارج هذا السياق انما تعتبر مقاومة مشبوهة يحيطها الف الف علامة استفهام،
ولعل الانصياع السياسي والالتزام التام بأوامر هذه السلسلة " الذهبية " قد تمنحك وسام المقاوم الشرس حتى ولو لم تطلق رصاصة واحدة الى صدر العدوالاسرائيلي، وحتى لو كان تاريخك ومواقفك السابقة تصب في خدمة هذا العدو فكل هذا التاريخ والحاضر يمكن ان يمسح او ان يتحول الى تاريخ " جهادي " وان تنال ميدالية المقاومة بسهولة لمجرد اعلانك عن موافقتك على السياسات الإيرانية وان تكون جزءا منها في المنطقة، فليس غريبا ان يكون ميشال عون مثلا مقاوم اكبر، ووئام وهاب مجاهد درجة أولى، في حين يحرّم شرعا مجرد التصويت للاسير المحرر أنور ياسين مثلا، وهكذا فليس مستغربا بان يصنف خالد مشعل ( حتى الان ) وقبل ذهابه الى ايران كما هو متوقع، في خانة "المرتد" ولا علاقة له من قريب او بعيد بموضوع مقاومة الاحتلال،
وعليه فان كل ما نقرأه على صفحات الفيس بوك من وقفات تضامنية من قبل " الممانعين " لا يغدو اكثر من هراء اعلامي ومحاولات توظيف رخيصة للدم الغزاوي من اجل القول اننا لا نزال نرفع راية فلسطين وراية الدفاع عنها هذه الراية التي سقطت من أيديهم في ازقة دمشق وفي شوارع القصير وجبال القلمون، وليمنوا انفسهم بانهم ( الممانعون ) لم يضيّعو البوصلة وبان " ستاتوساتهم " الفيسبوكية تأتي كتعويض نفسي ليس الا
لان واقع حال المقاومة اذا ما قدّر لنا الكشف عن سرائرهم كما يخرج بين الحين والأخر على فلتات ستاتوساتهم بان ما يجري الان في غزة, انما هي حرب بين عدويين