في لبنان لم يعد هناك مكان للسياسية فكل الملفات اللبنانية إلى الفراغ أو التمديد وكل الاجتهادات والتصريحات السياسية للمسؤولين اللبنانيين ليست إلا ضجيج لا يقدم ولا يؤخر والجميع بانتظار المعجزة التي قد تأتي من الخارج وبانتظار التسويات في المنطقة و التي يبدو أن لبنان في آخر الاولويات بعد تصدر الازمة العراقية لائحة الاهتمامات الاقليمية والدولية .
تُرك اللبنانييون لقدرهم وترك لبنان لحفنة من الزعماء والسياسيين الذين لم يعد باستطاعتهم الحل ولا الربط فيسارعون إلى ملء الفراغ بالفراغ ومعالجة الأزمات بأزمات جديدة فسارعوا إلى طرح التمديد للمجلس النيابي ليقضوا على كل شيء إسمه دستور أو قانون ويأتي كل ذلك تحت ذريعة تردي الاوضاع الأمنية وكأن لم لبنان لم يشهد من قبل وفي كل سنوات عمره أيه تعقيدات أو مخاطر امنية وكأنها المرة الأولى التي يتعرض فيها لبنان لخضات وأزمات أمنية كالتي نشهدها اليوم والتي يتم استخدامها ذريعة للتمديد والفراغ .
لقد شهد لبنان في مراحل سابقة تهديدات أمنية مشابهة وخصوصا أيام التهديدات الاسرائيلية وكانت تجري حينذاك الانتخابات النيابية أو البلدية على أفضل ما يرام وشهدت العديد من البلدان القريبة والبعيدة إجراء انتخاباتها الرئاسية او النيابية تحت أوضاع امنية لا تقل خطورة عن الاوضاع الحالية التي يشهدها لبنان لذا فإن التذرع بالوضع الأمني لتأجيل الانتخابات النيابية ما هو إلا اعتداء جديد على الدستور واعتداء جديد على الارادة اللبنانية الشعبية واعتداء جديد على القوانين والأنظمة المرعية الإجراء , وإن الإصرار على تأجيل الانتخابات والتمديد هو إرادة جديدة باستمرار الفراغ ورغبة سياسية من هؤلاء الزعماء بإلغاء العملية السياسية في لبنان بالكامل والإصرار على جعل لبنان بلد لا مؤسسات فيه ورغبة جديدة في تعطيل عمل المؤسسات واستمرارها .
إن هذا الانهيار السياسي في لبنان يتحمل مسؤوليته بالدرجة الزعماء والسياسيون الذين لم يعودوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم , ويتحمل مسؤوليته بالدرجة الثانية هذا الشعب الذي يخضع دائما لإرادة الطائفة والزعيم والحزب .
إن هذا الشعب هو المسوؤل أيضا عن كل هذه التجاوزات وعن كل هذه الاعتداءات على النظام وعلى الدستور ووحده الذي يستطيع المواجهة عندما يكون ولاءه للوطن وحده وعندما يتجاوز في ولائه الطائفة والزعيم والحزب وعندما تكون هويته الوحيدة هي هوية لبنان . إن لبنان يريد هذا الشعب ليستمر دولة حضارية وحرة ومستقلة ولكن لبنان كان ولا يزال دولة بلا شعب ,دولة تحكمها الطائفة ويحكمها الزعيم وتحكمها مصالح الأمراء والسياسيين .
لبنان دولة بلا شعب : كاظم عكر
لبنان دولة بلا شعب : كاظم عكركاظم عكر
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1162
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
جيدا جدا مقال روعه وضعت الاصبع على الجرح الشعب ميت بلاا حياة على شي راس كبير يدير هل البلد بطريقة تخضع له كل الشعب ليقدر انو يثور على دولة رمت بشعبها الى الفلتان والتهديد بالقتل ومن مين من قبل شوية شياطين على كل لبناني ان يعي بانو نحنا في امس الحاجة الى انسان دماغ ومحبة لشعبوا يوحد الشعب على كلمة للاسف انا بتاسف كون لبنانية للاسف بتساف جدا
الإسم: زينة حمدان
10 تمّوز 2014
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro