دفعت صواريخ حركة حماس آلة القتل الاسرائيلية الى تدمير غزّة في حرب مفتوحة على أفق سياسي مسدود على القطاع نتيجة سكوت العرب على ما يجري من تصفية حسابات مع الموقع الأخير لجماعة الاخوان المسلمين التي نجحت في توحيد الصفّ العربي ضدّ مشروعها الجهنمي في أخوانة الأنظمة والسيطرة على الشارع العربي وتحريكه ضدّ حكّامه .
لأوّل مرّة تشعر غزّة وحيدة أمام الاعتداءات الاسرائيلية بل أن الفلسطينيين أنفسهم ينظرون الى الاعتداء من زوايا مختلفة فالسلطة الفلسطينية مرتاحة للخطوة الاسرائيلية والدول العربية وخاصة دول الخليج على دراية تامة بمآلات الحرب الجديدة على غزّة حتى مصر" السيسية " غير منزعجة من اسرائيل وتعتبر أن النتائج ستكون مريحة لدولة تقاتل الاخوان الذين أعلنوا الحرب عليها بعد أن طعنوا بشرعيتها .. اذاً نحن أمام حرب لا تحرك ساكناً لأحد من المتضررين من حماس الاخوانية بل وينظرون اليها كخشبة خلاص من حركة هيّ بقية القوّة الاخوانية في المنطقة وتستغل شرعية المقاومة للانتشار في الشارع العربي على نيّة الانقلاب على الشرعيّات السائدة . وحدها قطر تحاول أن لا تخسر كامل رصيدها السياسي في غزّة بعد أن فقدت نسبة كبيرة وعالية منه في مصر وهي تحاول ممالأة الاحتلال بالزود عن حماس بسلاح اعلامي لم يعد يستثير أحداً من عرب الربيع العربي الذي تأذّى من الاخوانية المصادرة لنتائج التحولات الجديدة في الوطن العربي . كما أن تركيا الاخوانية غير قادرة على فعل شيء لحماس في غزّة في ظلّ سماع الصواريخ على اسرائيل في عواصم الغرب . حتى ايران نائية بنفسها عن فعل ما يستوجب منها لحماية غزّة من اسرائيل لاستنزافها في أكثر من محور ولنيّتها المضمرة على تدفيع حماس آثمان مواقف قياداتها المنحازة للمحاور المقابل لمحور المقاومة والممانعة . لهذا كله يلهو الاحتلال في غزّة ويلعب لعبته الأمنية دون أن يعكّر صفوه أحد من المعنيين بفلسطين . ربما ما يجري في قطاع غزّة من استهداف استدراج جديد لأبعاد متصلة بترتيب الواقع السلطوي وفق معادلات جديدة من شأنها المساهمة في صياغة واقع فلسطيني جديد يريح السلطة من همّ الحركة الصاروخية ومن طرف اثبت فشله في السلطة وفي ادارة الادارة المحلية وبات التغيير مطلب الجميع وان بواسطة العدو .