بظل الصراع الدائر داخل حركة فتح ومحاولات الاقصاء للعديد من الكوادر الفتحاوية ،ومع اقتراب موعد المؤتمر العام السابع للحركة ،تزداد التساؤلات ماهو مصير المؤتمر وما هي الاستراتيجية القادمة لحركة فتح لحل مشاكلها الكثيرة داخل السلطة الفلسطينية وبناء شراكة مع حركة حماس التي تعاني من ازمة وحصار عربي لها ،فهل اتفاق غزة انقذ حركة حماس من انتفاضة داخل القطاع ام زاد في مشكلات حركة فتح التي تعاني من ترهل وتفكك وغياب الكوادر والبحث عن رئيس قادم للسلطة؟ ولتفعيل دور الحركة وإعادة دورها الريادي وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير التي تعاني من ازمة وربما تكون مفتوحة بدخول حركتي حماس والجهاد اليها /عن هذه الاوضاع والتطورات الفلسطينية يحدثنا العميد محمود عيسى المعروف باللينو والمجمدة مهامه بسبب اتهامه بانتمائه الى تيار محمد دحلان المعارض في حركة فتح .
1- ما هي رؤيتكم للمرحلة القادمة ودوركم في حركة فتح?
-في البداية الذي حدث مع الاخ ابو فادي محمد دحلان لم يكن ضمن الاطر الحركية والتنظيمية المؤسساتية وهذه العملية وقف معها الجميع لان قرار الفصل قد يلحق بالجميع فالاخ ابو فادي وقع عليه التظلم ولا نريد ان يقع على الاخرين ،وهذا الكلام كان في البداية من لجنة التحقيق والتي ترأسها عزام الاحمد مسؤول ساحة لبنان والذي اصر بان لا يوجد اي مشكلة مع الاخ دحلان وفيما بعد تطور الموضوع ليصبح موضوعا شخصيا بين الرئيس وأولاده من جهة وأبو فادي دحلان من جهة اخرى ويتم الباسه ثوبا فتحاويا.
فالأسباب التي حصلت معي كما حصلت مع غير في عدة ساحات من عملية الفصل التي لم تتم من خلال الالية التنظيمية للفصل او العقوبة او الانذار بل الفصل السريع ،وضعت الجميع في حالة من التظلمية التنظيمية التي تسيطر فيها الشخصنة والتفرد بالآراء ،ونسف المؤسسات الفتحاوية التنظيمية وحتى المحكمة الحركية ،وبالمناسبة عندما تكلم الاخ ابو فادي في مقابلته التلفزيونية مع القناة المصرية في رده على الرئيس كانت مناسبتي الاولى التي ارى فيها ابو فادي الدحلان .
فالمشكلة تكمن بشخص عزام الاحمد المشرف على ساحة لبنان الذي تصرف بطريقة مزعجة وشخصية ومزاجية معي ومع غيري مما فتحت المشاكل على مصراعيها في لبنان والأردن ومصر وأخيراً في غزة حيث تم فصل خمسة قياديين من الحركة وهم اعضاء في المجلس الثوري للحركة وأعضاء لجنة مركزية ونواب . وهذه المسألة تعني بالدرجة الاولى تدمير حركة فتح التي يختبئ من وراء هذه العمليات اشياء خبيثة قد يفهمها الانسان بأنها حركة مخصصة لتدمير الحركة .
فهذه المجموعات التي وقعت عليها المظلومية في حركة فتح تحاول جاهدة عدم ترك الحركة مترهلة ، بل تحاول لملمة اوضاع الحركة وترتيب البيت الفتحاوي من جديد وعدم الذهاب الى حالة الانقسام وإعطاء صفة انشقاق او انقسام لها . المجوعة يوميا يتزايد عددها وتكبر وتحاول التوجه الى المؤسسات الحركية لإسماع صوتها العالي وضرورة اعادة النظر بكل الامور من اجل عقد مؤتمرنا السابع لان فتح بالنسبة لهذه المجموعة هي الاساس ،وعدم السماح بتدمير فتح لان المؤتمر هو الحكم الفيصل بين جميع الكوادر الفتحاوية .
2- في المؤتمر القادم هل ستشاركون وانتم مستعدون في كافة الساحات بما فيها ساحة لبنان؟
-بالرغم من المحاربة التي تمارس ضدنا في محاولة للإقصاء والابعاد عن اية مشاركة ،لكننا سوف ندخل المؤتمر ونبدي راينا في داخل البيت الفتحاوي حسب الاطر التنظيمية التي تسمح لنا برفع الصوت والتكلم بصراحة .نريد ان ننشر رأينا امام الجميع لكي نحمي الجميع من المظلومية التي قد تلحقهم ، نتكلم امام الجميع وهم يحاسبوننا وبالتالي نحن لا نريد طرح الاوراق في الخارج لأنها تدمر فتح .ومكان نشرها الحقيقي هو المؤتمر الذي يمكننا من تصويب الامور فالمؤتمر هو اعلى سلطة تنظيمية ويحاسب الجميع وهو بيتنا كلنا ومكان نشر غسيلنا.
3-ماذا سيكون طرحكم في المؤتمر ؟
نحن المتجنحون كما يطلق علينا سيكون لنا حضورنا في المؤتمر وبالرغم من الاقصاء الذي يمارس بشتى الوسائل لكن المتجنحين سيذهبون الى المؤتمر وسوف يتم عرض وجهة نظرنا بكل الوسائل المتاحة للتعبير عنها وعرض المشكلة التي هي مشكلة حركة فتح ومؤسساتها والخروج بإعادة تفعيل كل المؤسسات الحركية التي تضمن عضوية كل فتحاوي في حركة فتح .
4-ماهو تقيمكم للوضع الفلسطيني المتأزم بظل العربدة الصهيونية في هجومها الجديد اللا أخلاقي ضد الشعب الفلسطيني في اراضي فلسطين ؟
لاتزال هناك اوراق يجب استخدامها ضد العدو الصهيوني وإجرامه لكي يتم ايقاف الغطرسة الصهيونية المتوحشة ،بالرغم من كل الايجابيات التي ابدها الرئيس ابو مازن مع العدو لكن العدو لايزال يمارس القتل والبطش ،لذلك ضرورة استنهاض حركة فتح وإعادة دورها الريادي و،والوقوف عن هذه التصريحات التي سوف تشكل انعكاسا سلبيا على الشارع الفلسطيني ،لان الرد الحقيقي على الهجمة الصهيونية هو الاستعداد الفعلي لاستنهاض الشرائح الفلسطينية في الداخل والخارج ،اضافة لتطوير الرد والوصول الى استثمار هذه الحالة الشعبية في انتفاضة جديدة وحمايتها من خلال عمليات عسكرية موجعة لان العمل المسلح هومن يستطيع ايقاف اسرائيل فالراحل الرئيس ابو عمار كان يقول في لقاءاته الفلسطينية والتي تدعو للسلام بان طريقنا طريق دلال المغربي .
5-ماهي مقومات الانتفاضة الجديدة والأوراق التي لم تستعمل من قبلكم بعد؟
- ان اهم مقاومة هي مقاومة الشعب الفلسطيني والذي يعتبر المقاومة الشعبية بوجه الاحتلال ولذلك الالتفاف الشعبي العربي والرسمي لذلك نكرر يجب اعادة استنهاض الكتلة الشعبية الفلسطينية من جديد واستغلال حالة الغضب الحالية وتنظيمها ،ومساندة هذه الحركة بأنواع المقاومة المسلحة لان المقاومة والدم هما من سيردع الغطرسة والتطرف الصهيوني ،فالمقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة هما سلاحان بوجه الاحتلال وكلنا يذكر عملية اسر الجندي شليط الذي ادى الى اذعان اسرائيل وخضوعها لعملية تبادل للأسرى ،وما هي إلا دليل على ان اسرائيل تبدي استعادها للجلوس فقط بحال استخدامنا للقوة لمتابعة عملية السلام .
6-ما رأيكم بالمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية "اتفاق غزة"؟
المصالحة ضرورية ولكننا نحن على قناعة تامة بان مشروع حماس مرتبط بمشروع حركة الاخوان المسلمين العالمية لانها جزءا منها .ولا يتوافق مشروعنا مع مشروعهم بالأساس بالرغم من ان وضعهم الحالي يتطلب هذه المصالحة بسبب وضعية وخصوصية غزة وعلاقتهم المتوترة مع مصر ،ولكن الحركة لم تلتزم باتفاق المصالحة وتخل فيه يوميا ،لم ينشر حرص الرئيس كما كان متفق ،لم يعيدوا الموظفين الى الوزارة في غزة ،
هم يرون المصالحة فقط على تقاسم وزارة المالية وإعطاء رواتب 50 الف موظف، وبالتالي سوف يكون الاتفاق قابل للانتهاء سريعا .
-كيف ترون العلاقة القادمة مع حماس "كشريك في السلطة "؟
لا يمكن التلاقي مع التطرف ولكن لا يمكن الدخول في صراع مباشر معها ،ولكن الشعب الفلسطيني اصبح يعرف كل شيء وهو من سيقرر في صناديق الانتخابات القادمة .وهذا الاقتراع سوف يحاسب عليه الناخب الفلسطيني فالكتلة الشعبية كشفت مشروع حماس بأنه مشروع سلطة وتسلط وليس المقاومة والعمل السياسي ،،اضافة الى العلاقة الملتهبة مع مصر من جراء تدخل حماس في الداخل المصري ،مشروع حماس انتهى ولكن ما هو الا وقت لكي تحل حماس وتخرج من الحياة السياسة ،انتهاء دور حماس يؤكد بأنها ستخرج بالانتخابات او بأساليب اخرى خاصة .
7- ما رأيك بثورة حركة تمرد الفلسطينية في غزة ؟
كانت نصيحة المجموعة الفتحاوية في غزة لأعضاء حركة تمرد ان تلتزم الصمت حاليا وان لا تقف بوجه حماس لان حماس مأزومة وستمارس القتل وهي لا تعترف بالآخرين والحركة ستواجه الحركة بأنه انقلاب على الشرعية وتمرد وكانت الاتصالات تجري معهم بشكل مباشر بعدم الاستمرار بهذا النشاط والزخم وخاصة بظل وضع مصر الحساس الذي يعطي فرصة لحماسة مجانية بالتحرك دون رقيب او حسيب ،لننتظر جميعنا الفرصة المناسبة التي يمكن من خلالها التحرك من اجل الوصول الى التغيير المطلوب في غزة وتكون مرحلة التغيير التي تنهي هذه الحركة .
8- كيف تقيمون الخطاب السياسي الذي وضع فيه القضية الفلسطينية في سلم اولويات القضايا العربية ؟
لا شك بأنه اعاد الاعتبار للأمة العربية وأعطانا معنوية عالية تساعدنا على استنهاض شعبنا الفلسطيني في الداخل من جديد من خلال بيئة عربية حاضنة للقضية الفلسطينية ،وهذا يعين عودة مصر الى مكانها الطبيعي ،وقد يكون بهذا الخطاب الذي له دلائل ايجابية على بدء انتفاضتنا الحالية ،التي نتوقعها بزخم وقوة وتحريك الامور من جديد بظل الغطرسة الاسرائيلية .
9-لماذا نجح العرس الفلسطيني في غزة بموافقة حماس والمقترح من دحلان ومنع عرس الرئيس ؟
- حركة حماس تحاول ان تلعب على كل التناقضات القائمة في المكونات الفلسطينية ،وتحاول ان تضمن مصالحها الخاصة بالدرجة الاولى لان محمد دحلان سيلعب دورا اسياسيا بالمرحلة القادمة وتحديدا في غزة وهي ترى بان محمد دحلان هو من سيضمن مصالحها بظل توتر علاقتها مع مصر ،وبالتالي مصر ترى اذا كان الدحلان هو الانسان الضامن فلا ترى مشكلة في ذلك ،وبالتالي الاخوان يقرأوون جيدا المتغيرات السياسية القادمة ويرون بان اوراقا كثيرة يمكن اللعب بها لكون وضعهم بحالة غير مرتاحة ويعانون من ضعف ربما تتغير الامور لصالحهم بإحداث تغيرات قادمة في مصر من خلال اعادة حكم الاخوان لها من جديد. فالنظرة الاخوانية بالأساس تقوم على الاقصاء والإبعاد بحال وجودهم في السلطة ،ومن هنا حركة حماس تحاول ان تلعب في الفترة القادمة على من يضمن مصالحها الخاصة .
10- الساحة الفلسطينية في لبنان تعاني من ازمة امنية وسياسية ؟
نعم يجب تصليح الخلل الامني على الساحة الفلسطينية –اللبنانية يجب تصويب عمل فتح الريادي والقيادي والعمل على تطوير البنى التحتية اللوجستية والمالية والرفد بالكوادر الجديدة والشابة وتطوير العمل الفتحاوي في استقطاب الاجيال الشابة والعمل على تدريبها وتثقيفها ،والعمل على اقصاء التراجع التي تعيشه الحركة في لبنان ،لان الوضع الفلسطيني صعب جدا ويتحمل مسؤولية هذا الخلل مشرف ساحة لبنان عزام الاحمد لغياب الاستراتيجية التي يجب ان يتعامل بها مع هذه الساحة الهامة وبهذا الوقت الحساس .
ضرورة الانطلاق من تغيير مسؤول الساحة واستبداله بشخصية اخرى مقبولة ،وتامين قيادات عسكرية وسياسية لكي تلعب دورا جديدا في ادارة الساحة معيدة الاعتبار لدور حركة فتح المغيب والمهمش .لابد من النظر بأنه يوجد مخططات خبيثة تدبر ضد المخيمات الفلسطينية من خلال ابقاء الوضع هش ،وعلينا تترتب المسؤولية الكبرى في عدم تسليم المخيمات للقوى الاسلامية المتطرفة ،ومن هنا ضرورة العمل على اعادة الدور الريادي للحركة ،فالسؤال الذي يطرح نفسه هل المخيمات اصبحت عبئا ويجب التخلص منها من خلال استخدامهم لورقة التطرف .
11- هل المخيم تحول اهله لقوى ارهابية كما يروج البعض بان الارهابيين يسيطرون على 80% من المخيم ؟
- يعتبر اللينو بان هذه الافكار االتي يروج لها الاعلام وبعض الاشخاص فهي خطيرة جدا وتصوير اهل المخيم بالإرهابيين والمخيم بؤرة ارهابية ،فالمخيم يوجد فيه خلايا متطرفة ولا ننفي ابدا ونحن نحاربها ونقاتلها ولا تشكل نسبة 1% بالمئة من تعداد سكان المخيم الذي يصل تعدادهم الى 120 الف نسمة ،فهذه النسبة المطروحة نسبة خيالية والذي يحاول الصاق التهم يعمل من اجل ذبح االمخيم وقتل اهله.
12- كيف ترون تعامل منظمة التحرير وتحديدا فتح مع مشكلة مخيم اليرموك في سورية؟
- بكل صراحة السلطة تتحمل مسؤولية كاملة لما جرى في مخيم اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينية في سورية لأنه كانت موجودة كل الوسائل والإمكانيات المالية واللوجستية لإبقاء المخيمات بعيدة عن ظلمات الحرب العبثية ،رحم الله ابو عمار الذي لم يكن يترك حصارا او جائعين على ايامه، فالشعب الفلسطيني اضحى يتيما من بعده . ولكن القيادة الفلسطينية غابت عنها القدرة القيادية والمسؤولية التي تركت الشعب الفلسطيني دون كيانا ووزنا وعدم احترام للمخيمات والتجمعات الفلسطينية .
حاوره د.خالد ممدوح العزي .
كاتب وباحث اعلامي مختص بالإعلام السياسي والعلاقات الدولية .