الصوم جُنّة واقية: الشيخ حسين منى
الصوم جُنّة واقية: الشيخ حسين منىلبنان الجديد
NewLebanon
الصوم إحدى الدعائم الكبرى التي بني عليها الإسلام، كما تواترت به النصوص عن الرسول، وعن أهل بيته الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين) وهو إحدى الفرائض العظمى التي فرضها الله سبحانه على عباده، لتتهذب وتسمو بها نفوسهم، وتطهر وتطمئن بها قلوبهم، وتطيب وتزكو بها أعمالهم، وتمحى وتكفر بها خطيئاتهم، وتتوثق وتعمق بها صلات مجتمعهم، وتعظم وتقوى وترسخ بها في نفوسهم وقلوبهم صلتهم الكبرى بربهم، وتشع هذه الصلة الكبرى من وراء الأعماق والأبعاد على جميع الصلات والقلوب والنفوس فتملؤها ببركة الصوم بالنور والهدى، والمزيد من الطهر والحباء والعطاء والفضل الذي لا يعرف الحدود.
والصوم إحدى الضروريات في الدين التي يكفر منكرها، ويعزر تاركها، ويقتل بعد إقامة التعزير عليه من أصر على تركها.
والصوم هو الجنة الواقية للعبد من النار، والوسيلة القريبة لقبول دعائه واستغفاره وتوبته، والسبب المقوم لما شذ من أخلاقه، وما نشز من طباعه، وما انحرف من أعماله وسلوكه، وقد اختار الله لعبادته هذه أفضل الشهور عنده، وأكرمها عليه، فكرم شهره هذا وعظمه وشرفه بانزال الكتاب الكريم فيه، واختصه بليلة القدر، وجعلها خيرا من ألف شهر، وميزه بمضاعفة الحسنات فيه لمن عمل، وقبول الدعوات ممن توسل، ونجح الطلبات لمن أمل، ليكون الصوم العظيم والشهر العظيم ربيعا للعبادة، وموسما للطاعة والقربى، وليتسامى العباد في موسمهم هذا إلى المنازل، ويستبقوا إلى الخيرات، ويسارعوا إلى الغايات.
وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله: من صام شهر رمضان وحفظ فرجه ولسانه، وكف أذاه عن الناس، غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، وأعتقه من النار، وأحله دار القرار.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآل محمد .
مقتبس من كتاب ( كلمة التقوى ) للشيخ محمد أمين زين الدين رحمه الله .
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
767
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro