تلك عبارة يرددها الشيعة في بعض الأدعية مخاطباً بها الإمام الثاني عشر، المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً وفق الكثير من الأحاديث، متمنياً ظهوره ورؤيته.
وإني أرى من الجدير أن يستخدم المسلمون جميعاً هذه العبارة ليخاطبوا بها هلال شهر رمضان المبارك في كل عام حيث أن المسلمين عامة والشيعة خاصة حتى اللحظة عاجزون عن رؤية الهلال لتحديد أول أيام شهر رمضان المبارك، وبالطبع، توحيد عيدهم المشترك.
وجميع المحاولات التي بُذلت لتوحيد رؤية المسلمين للهلال باءت بالفشل، وفقهاء المسلمين حتى فيما بين مذهب واحد فضلاً عن طائفة واحدة لم يتمكنوا من الوصول إلى رؤية مشتركة في هذا المجال.
ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو ما يثير استغراباً مضاعفاً في اليومين الأخيرين حيث أنه بينما اعتبر مكتب المرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله أن يوم السبت - الأمس- هي أول أيام شهر رمضان، واعتبر أغلبية البلدان الإسلامية ومن بينها إيران، رسمياً يوم الأحد أول شهر رمضان، أعلن المرجع الديني الإيراني السيد موسى شبيري زنجاني، بأنه لم يثبت عنده حلول هلال شهر رمضان المبارك مساء السبت، فعليه يدعو هذا المرجع الديني، مقلديه باعتبار يوم الأحد مكملاً لشهر شعبان، وينبغي أن يكون صومهم اليوم بنية القضاء أو الصوم المستحب، ولا الصوم الواجب.
وبناءا على ما صدر من السيد شبيري، فإن يوم الإثنين سيكون أول أيام شهر رمضان.
فما ذا ينبغي على المتدينين أن يفعلوا؟ هل هذا الموضوع أي تحديد أول ايام الشهر من صلاحيات المراجع الدينيين أم أنها من صلاحيات ذوي الخبرة من علماء الفلكيات؟
يبدو أنه ليس من صلاحيات المراجع الدينيين، بل على المؤمنين أن يطلبوا من المتخصصين في هذا المجال تزويدهم بالمعلومات.
ولكن ما يجعل من تدخل أراء الفقهاء أمراً لا بد منه، هو حقيقة أن هناك أسس متباينة عند الفقهاء في الرؤية هل أنها بالعين المجردة أو بالعين المزودة بالأليات الحديثة؟ نعم من صلاحية الفقهاء أن يبحثوا في مفهوم الرؤية كما في حقيقة الهلال. ومن هنا لا مهرب من رؤية الفقهية والفقهائية في هذا المجال.
وعلى أي حال، ألا يجدر بالمسلمين أن يخاطبوا الهلال في بداية كل رمضان، بالقول: متى ترانا ونراك؟