ترخي قضية الخلية الارهابية الخماسية التي ألقي القبض على أفرادها في القلمون بثقلها على البلدة الوادعة المعروفة بتدينها ووسطيتها وتفوق أبنائها في المجالات العلمية، ودخولهم في سلك الدولة مدنيا وعسكريا، وتمسكهم بحسن الجوار مع البلدات الكورانية المحيطة بها، ورفضهم لكل أشكال الارهاب أو الخروج عن منطق سلطة القانون.
وكان مفوض الحكومة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى أمس على 15 شخصا، من ضمنهم أفراد "خلية القلمون"، بجرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح ("كتائب عبدالله عزام" و"جند الشام") بهدف القيام باعمال ارهابية، وعلى متابعة دورات تدريبية على صناعة المتفجرات ووصلها بأسلاك كهربائية واستعمال الاسلحة وتفخيخ السيارات، وآخرها في مخيم عين الحلوة، والتخطيط لاغتيال شخصيات، منها ضابط مسؤول في الامن العام، وعلى التخطيط للقيام باعمال ارهابية في كل المناطق اللبنانية، واحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.
وجاء هذا الادعاء ليضاعف من حالة الارتباك التي تعيشها بلدة القلمون، خصوصا في ظل تسرب معلومات تفيد بأن الموقوفين الخمسة اعترفوا أمام المحققين بتخطيطهم لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في الأمن العام في الشمال المقدم خطار نصر الدين الذي يقطن في بلدتهم القلمون منذ سنوات، وذلك من خلال استهدافه بعبوة ناسفة.
ويشير عدد ممن يعرفون الموقوفين (آثروا عدم ذكر أسمائهم) لـ«السفير» الى أن المتهمين الخمسة مشهود لهم بالتدين، ولم يلاحظ عليهم أحد أمورا خارجة عن المألوف أو تحركات مشبوهة، بل على العكس فان وسيم القص يمتلك محلا تجاريا، وشقيقه وسام مهندس، وشقيقهما داني أستاذ جامعي، وأن أمجد الخطيب طالب متفوق في الجامعة اللبنانية، ونبيل بيضا يعمل دهانا.
وأعاد توقيف الخلية الارهابية في القلمون الى الأذهان الأحداث التي ارتبط اسم القلمون بها، ونتج عنها توقيف عدد من شبانها، وفي مقدمتها متفجرة طريق البلمند لاستهداف رجال دين مسيحيين كانوا يشاركون في مجمع مسكوني في دير البلمند، مرورا بعمليات قتل سائقي التاكسي الشهيرة، وأحداث الضنية، وصولا الى تنظيم "فتح الاسلام"، ويلفت الأهالي الانتباه الى أن كثيرا من الموقوفين في تلك الأحداث ثبت عدم تورطهم.
من جهته جال رئيس بلدية القلمون طلال دنكر أمس على عدد من القيادات العسكرية لمتابعة ملف الموقوفين.
وأكد دنكر لـ"السفير" أن "هناك صدمة كبيرة في القلمون جراء ما حصل، ولنا ملء الثقة بالقضاء اللبناني الذي ننتظر أحكامه العادلة. وعندنا ثقة أيضا بأن أبناء القلمون بما يحملون من علم وثقافة لا يمكن أن يتورطوا في هكذا أعمال إرهابية، وإذا ثبت لدى القضاء بأن نفرا قليلا قد غرر بهم فان ذلك لا يعبر عن توجهات هذه البلدة".