من جديد يضرب الارهاب عمق بيروت , ويضرب عنوان السياحة , لم تعد ساحة الارهاب محصورة , بل ساحته كل لبنان , فهل هناك إستعداد لإعادة الحسابات المحلية والاقليمية , بدون لف ودوران , لان القضية تجاوزت الخطوط الحمر التي كان البعض يراهن عليها .
تفجير الامس يدل على أن كلام النائب عن حزب الله محمد رعد ليس دقيقا , حيث وصف التفجير الاول الذي حصل في ضهر البيدر ،أنه تفجير عابرا وفلتة حسب تعبيره , بكل صلافة وتكبر وعجرفة , مع إشارات يديه المعهودة التي تدل على أنه لا يعير كثير أهتمام للذي حصل ويحصل , فحاول أن يهوّن من الخطب الكبير , ومن نتائج ما فعله ويفعله حزبه , بوصف الارهاب أنه عمل عابر وليس مهما , فهل من عاقل يتفوه بهذا الكلام ؟؟؟.
لم يعد الامر خافيا على أحد في لبنان , فكل الارهاب التفجيري على الساحة اللبنانية , والمستمر حسب المؤشرات الامنية , هو نتيجة التدخل والتداخل بين الساحتين السورية واللبنانية , وليس هناك إمكانية لفصل التداخل المعقد حسب تبرير مَن تدخل , لأن مصالح المتدخل على المحك , وخاصة حزب الله الذي برّر تدخله بعدة عناوين ’اهمها العناوين المذهبية وهنا تقع المشكلة , فلو أن حزب الله من الاساس تدخل في سوريا ولم يرفع شعارا مذهبيا , وهو الدفاع عن مقام السيدة زينب , وبألوية باسم الصحابة , هل كان الامر وصل الى هذا الحد من الارهاب الديني ؟؟؟.
بعد أن وقعت الواقعة , وأثيرت العناوين المذهبية , لم يعد هناك أي إمكانية للحل السياسي , مع أن المشكلة بالاساس هي سياسية , ولكن وقع الاطراف بسوء تقدير عندما لبّسوا المشكلة لباسا دينيا مذهبيا ظنا منهم أن هذا الامر سوف يبرر لهم التدخل اللا منطقي واللااخلاقي , فحصل عكس ما أرادوا , وأثاروا فتنة مذهبية في المنطقة خرجت عن السيطرة , ولا يظنن احد أنه قادر على لجمها , لانها أعادت كل أزمات التاريح الى الحاضر , وإستنفرت الذاكرة التاريخيىة المسكونة بالتعصب والغضب والثأر , هذا ما فعله تدخل حزب الله في سوريا , وتدخل الجماعات الاسلامية الاخرى , وهذا التدخل هو الذي حول الصراع على الساحة السورية من صراع سياسي بين السلطة والشعب , الى صراع مذهبي بين السنة والشيعة , فوصلت آثاره الى لبنان , وسوف ينتشر في كل منطقة فيها سنة وشيعة .
هذا كلام صريح , قد يثير حفيظة البعض , إلا أن علاج المرض في بعض الاحيان يحتاج الى قول الحقيقة , لانها قد تساعد على الحل والشفاء , فهل سوف يعيد حزب الله النظر في قراراته وعناوينه المحلية والاقليمية ؟؟؟ .