الارهاب في لبنان ليس تحت السيطرة فحسب , بل هو حرٌ ومالك للساحة اللبنانية , هو المسيطر بعكس ما يدّعي المسؤولون , هربا من مسؤولياتهم , وتبريرا لفشلهم في تحصين الساحة اللبنانية , سقطت كل العناوين وسيطر الخوف والرعب , لا أمن ممسوك , ولا خطط أمنية واضحة في الافق , ولا إمكانية أصلا في ظل الانقسام السياسي الحاد .
عادت مقولة حرب الاخرين على أرض لبنان من جديد , وكان ذلك صريح على لسان السفير الاميركي هيل أمس عندما نصح اللبنانيين بعدم خوض الحروب الاقليمية على أرضه , لقد لخّص السفير هيل بكلامه الوضع اللبناني , وهو الخبير بتلك الحروب الاقليمية وأسبابها وأهدافها , هل هو حريص على لبنان , كما هو الظاهر من السياسة الاميركية تجاه لبنان منذ فترة , أو أنها إشارة من الاميركي أن المظلة الاميركية سوف تُسحب من فوق لبنان في حال أصر اللبنانيون على خوض حرب الاخرين على أرضهم ؟ .
إلى الان يظهر من حركة التفجيرات , حسب قول أحد المطلعين على الوضع اللبناني , أنها ستستمر حتى إنتخاب رئيس للجمهورية , وهي عملية ضغط على بعض الاطراف المعطلة للاستحقاق الرئاسي , وهي معروفة , تماما كما حصل قبل تشكيل حكومة تمام سلام التي عطّلت فترة من الزمن , ويقول مطلّع آخر أن حركة التفجيرات ليس لها علاقة بالاستحقاق الرئاسي مباشرة , بل هي ردة فعل طبيعية على تدخل حزب الله في الصراع على الساحة السورية , وقد يستفاد منها للإسراع في إنهاء الفراغ الرئاسي , بتداعي الاطراف اللبنانية للتنازل السياسي وبالتالي التوافق على رئيس للجمهورية , وأول المؤشرات على ذلك لقاء جنبلاط – الحريري وما صدر عنه , وتبديل حزب الله أولوياته الرئاسية بالقبول بتخليه عن ميشال عون .
فهل سيكون ميشال عون كبش المحرقة , فيضحي به حزب الله , بناء على أولويات أمنية تستدعي التوافق السريع لمسك الساحة اللبنانية من الانفلات أكثر , وإلا لات ساعة مندم , في حال بقي الاطراف اللبنانيون متمسكون بمواقفهم السياسية