"لا موسم سياحي ولا من يحزنون"..هذه هي المعادلة الصعبة التي ترخي بظلالها السوداء على لبنان مع بداية الصيف، فينطلق الموسم السياحي هذه السنة بخطواتٍ متعثّرة فرضتها عليه الظروف المختلفة، من توترٍ أمني، وإضرابات مطلبية، وأزمة نزوح.
وفي هذا السياق كان لموقع لبنان الجديد حديثا خاصاً مع وزير السياحة السابق "فادي عبود"
والذي وجّه دعوته عبر لبنان الجديد للسيّاح، مطالباً اللبنانيين بالتوقف عن سياسة جلد الذات لأن الوضع الأمني في لبنان جيد مقارنةً مع المنطقة، وأفضل من عدة مناطق عالمية أيضاً.
أكد وزير السياحة السابق أن "الوضع في لبنان لا يختلف كثيراً عما كان عليه من ثلاث سنوات، ولكن لا بد لنا أن نتوقف عن عملية جلد النفس، فالمنطقة بأكملها على كف عفريت. نعم لدينا إرهاب حولنا ونعم يحاول الدخول الى لبنان، ولكنه يحاول الدخول أيضاً إلى عدة مناطق في العالم."
وأضاف عبود "والوضع السياحي اختصره الرئيس تمام سلام بطريقة إيجابية وذكية، واعتبر أن الوضع الأمني اليوم هو أفضل مما كان عليه في العشرين سنة الأخيرة، وهذا صحيح."
ولفت عبّود إلى أن "خارج لبنان، وبعيداً عن المنطقة المشتعلة، إذا نظرنا إلى لندن ونيويورك وكان...وغيرها من المناطق السياحية الأكثر زيارة من قبل العرب، نرى أن هناك مشاكل أمنية تتعدّى مشاكل لبنان." لافتاً إلى الحادثتين في بريطانيا" وإلى "التلميذ السعودي الذي قُتل منذ بضعة أيام" وإلى أنه "منذ شهرين تم الاعتداء بالسكاكين على فتاتين من الإمارات في فندق من أفخم فنادق لندن."
ورأى الوزير عبود أن "الحوادث الأمنية التي حصلت مؤخراً هي انتصار للأجهزة الأمنية، التي نجحت بإفشال وعرقلة الكثير من مخططات الإرهاب، وادعوا كل السياح للقدوم إلى لبنان، فالوضع الأمني دقيق وممسوك والأجهزة الأمنية على جهوزية كاملة وقادرة على السيطرة على الوضع وما يحدث اليوم يثبت ذلك."
موضّحاً أنه في حال وضعنا لبنان وبيروت تحديداً في الميزان مع غيرها من المناطق السياحية، نرى بأن الوضع لا يختلف عن الخارج، "ونقول لأخواننا الخليجيين بأن الوضع في لبنان هو أفضل بكثير من عواصم أخرى ممكن أن يتجهوا إليها."
داعياً كل المغتربين أن يأتوا لقضاء عطلة الصيف في بلدهم "فليس هناك أجمل من لبنان ولا أفضل من خدماته، وأسعاره، مقارنة مع تركيا وأوربا وأميركا، لا زالت من أفضل الأسعار."
وعن الإضرابات وتأثيرها على الموسم السياحي أوضح عبّود بأن"هناك مطالب عمالية محقّة، وهي إضرابات سلمية لا تؤثر على السياحة أبداً، لأنها ممارسات ديمقراطية ودليل عافية وصحة." ورأى عبود في أزمة النزوح السوري أنها "واقعٌ لا مفرّ منه وهي أزمة وبتعدّي انشالله."
وختم عبود متمنياً من جميع اللبنانيين أن "يصبّوا بنفس الإتجاه لإنجاح موسمنا السياحي، والتوقف عن جلد أنفسنا ولبنان، والامتناع عن التهويل والإضاءة على الإيجابيات."