"ان يتسابق رجال الأجهزة الأمنية على اختلافها، ضباطا وأفرادا، للتصدي لأي عمل تخريبي، امر جيد، وان يتهم هؤلاء بعدم التنسيق بين عناصر الاجهزة التي ينتمون اليها أفضل بكثير من ان يتهموا بانهم ينتظرون في مكاتبهم وثكناتهم في انتظار حصول التنسيق بين قادتهم.
دافع مؤيدو ما يقدم عليه العسكريون عن الاستبسال الذي يبدونه اثناء قيامهم بمهماتهم بحرفية عالية واندفاع، ولو كلفهم ذلك حياتهم، وآخرهم كان الملازم الشهيد محمود جمال الدين الذي سقط في تفجير ضهر البيدر يوم الجمعة الماضي والذي كان معه ستة عسكريين جرحوا.
ويأتي هذا الدفاع عن رجال الامن ردا على منتقديهم من بعض رؤساء الكتل النيابية الذين ينتمون الى بعض الأحزاب او الى سياسيين من اتجاهات معروفة، سجلوا مآخذ على ما سموه قلة التنسيق بين الاجهزة الأمنية التي سارعت الى فندق "نابليون" في شارع الحمراء في بيروت او حاجز قوى الامن الداخلي عند نقطة ضهر البيدر على الطريق الدولية بين العاصمة ودمشق. ووصف هؤلاء قلة التنسيق هذه بأنها نوع من "التهويل"، ودعوا الى تأدية المهمة "من دون إشاعة الرعب بين الناس." ورد احد الخبراء من الضباط السابقين في مكافحة الإرهاب على هؤلاء المنتقدين بأن المناخ المتشنج الذي سيطر على منطقة الحمراء وما يحيط بها في 20/6/2014 سببه وجود هدف التقصي عن أشخاص متهمين بالإرهاب في فندق مليء بالنزلاء وحوله كثافة سكانية وشوارع ضيقة، وان عملية الدهم حصلت في وضح النهار وبواسطة عناصر أمنية وسيارات تابعة للأجهزة التي يعملون فيها.
وتمنى مؤيدو الاجهزة الأمنية لو ان المنتقدين من النواب ومن السياسيين الآخرين طالبوا الحكومة بتجهيزات حديثة وبتدريبات وتحصينات تحمي عناصر اي حاجز من خطر الموت في منطقة بعلبك - والهرمل.
وشددوا على أهمية كشف هوية الانتحاري في ضهر البيدر والدافع الى اختيار حاجز لقوى الامن الداخلي للمرة الاولى في مسلسل التفجيرات التي ضربت احياء في المنطقة الجنوبية من بيروت. كما ان المطلوب التثبت مما اذا كان تفجير ضهر البيدر استئنافاً لموجة السيارات المفخخة، لكن هذه المرة الاستهداف هو لحواجز او أهداف عسكرية أخرى كالثكنات او مواقع عسكرية في أنحاء مختلفة من البلاد. ولفتوا الى ان اي عملية انتحارية لا يمكن قمعها الا بوقوع ضحايا عسكرية ومدنية في حال وجدت في مكان الانفجار. وهذا ما اعترف به وزير الداخلية نهاد المشنوق عندما قال ان العملية في ضهر البيدر خرق للخطة الأمنية، لانها ذات طابع أنتحاري. والسؤال الآخر الذي يطرحه مكافحو الإرهاب هل التنظيم الذي أعلن مسؤوليته عن تفجير ضهر البيدر ينتمي الى "داعش" ام الى الثورة في سوريا؟
واشارت الى ان عمليات الدهم آلتي حصلت في منطقة تعتبر سياحية، أنتجت انطباعا لا يشجع على مجيء السياح الخليجيين كما كان متوقعا اضافة الى ان تفجير سيارة مفخخة وارد في اي وقت وأي منطقة او على اي مؤسسة رسمية، وفقا للمعلومات المتوافرة لدى الاجهزة الأمنية.
وما يثبت ذلك ان الإمارات العربية المتحدة مع دول عربية أخرى حذرت رعاياها من المجيء الى لبنان، وإذا كانوا موجودين فيه طلبت مغادرتهم على الفور. وكانت الولايات المتحدة الاميركية قد سبقت العرب، ونبهت رعاياها، كما ان سفارة فرنسا في لبنان دعت رعاياها الى ان يكونوا حذرين في تنقلاتهم.
والمستغرب ان بعض المسؤولين يتهم وسائل الاعلام بأنها ضخمت الأمور بعد ما جرى في شارع الحمرا وفي ضهر البيدر، وساعدت على نسف الموسم السياحي الواعد.