عنوان واحد يختصر الوضع في لبنان , هو الوضع الامني المتردي , والمكشوف على كل الاحتمالات , حيث أن المصادر الامنية كافة تحذر من وجود مجموعات أصولية إرهابية في لبنان تستعدّ للقيام بأعمال إرهابية على الساحة اللبنانية كافة .
هذا هو الوضع اللبناني بإختصار , لا شئ جديد على مستوى حل أزمة الفراغ الرئاسي , والتوافق ما زال ينتظر الضوء الاخضر من الخارج , والخارج متوقف على التطورات في العراق وسوريا والمنطقة , كي يُعطي ضوءا أخضرا أو يستمر الضوء الاحمر للتعطيل , وبالتالي مزيدا من التعقيدات السياسية التي تساعد على خلق أجواء حاضنة للاعمال الامنية الارهابية .
أما على مستوى المواجهة للإحتمالات الامنية الخطيرة , مزيدا من الخطابات السياسية الفارغة اللامسؤولة والتي تثير الريبة , وخاصة عندما يتفوه المسؤول قائلا إن الوضع تحت السيطرة , وهو ليس كذلك , فنرى مزيدا من المعوقات امام المواطنين في الشوارع والاسواق , تعقد حياتهم اليومية , بحبسهم ساعات طوال في إزدحامات السير من خلال أغلاق الشوارع امام مراكز ومكاتب المسؤولين , وكأن الوضع يكون آمنا بسلامة المسؤول فقط , أما المواطن فلا حسابات له , ولا قيمة لحياته , ولا أهمية لكرامته , فتُسّد كل المنافذ امام محاله التجارية ومؤسساته التي يعتاش منها , مما يؤدي الى قطع الارزاق الذي هو بمثابة قطع الاعناق .
ومن حين إلى آخر , يحاول بعض المسؤولين تخدير المواطن اللبناني بشيء من الوعود الكاذبة , أو بإنتصارات وهمية على ما يسمى الارهاب , ليصرف نظر المواطن عن همّه المعيشي الذي لم يعُد يُحتمل .
وفي سياق متصل , يعيش المواطن اللبناني قلق يومي بسبب المعلومات التي تبثها الوسائل الاعلامية اللبنانية بهدف السبق الصحفي , فتثير القلق عند المواطنين بأخبار مضخمة تارة , وعارية عن الصحة تارة أخرة , هذا هو الوضع اللبناني للأسف الشديد , إنقسام سياسي لا مبرر له سوى المصالح الشخصية , ووضع أمني متردي وخطير بسبب ذلك الانقسام الذي حوّل لبنان الى حاضنة للإرهاب , وكشفه على كل الاحتمالات الامنية .
هل كُتب على اللبناني أن يتحمل مشاق الازمات المحيطة به ؟ ولماذا ؟ ومتى سيرحمنا الله ويلطف بنا بقيادات مسؤولة وعلى قدر من المسؤولية الوطنية ؟