زلزال أمني متوقع , ضرب لبنان من البقاع الى قلب العاصمة , ووصلت تردداته الى كل الاطراف , تزامن مع عواصف هوجاء من التصريحات السياسية التي تنمُ عن عدم إكتراث السياسيين لهول ما حصل , لقد إكتفى المسؤولون اللبنانيون بوصف الواقع الاقليمي الخطير وتاثيره على لبنان الذي تعرفه كل الناس , فلم يقدموا للبنانيين أي جديد يُطمئنهم في الحد الادنى , سوى التأكيد على أنهم ليسوا اللاعبين على الساحة اللبنانية , كما هو معلوم .
أمر عمليات إرهابي صدر من جهة ما , لإشعال الساحة اللبنانية الداخلية , لعل القوى السياسية اللبنانية تتخلى عن إنشغالها بالمصالح الاقليمية , وتلتفت الى المصلحة الوطنية , وتؤثر مصلحة الوطن على المصالح الاخرى .
قطوعٌ مرّ بالامس , ولا ندري هل تجاوز لبنان المحنة ؟ .
للأسف ما زالت الاسباب والمسببات التي أدخلت لبنان في ما هو فيه موجودة وبقوة , وتزداد أكثر مع إصرار القوى السياسية على مواقفها الخاطئة التي لم تُجلب الى لبنان غير الويلات , ما زال البعض يبرر تدخله في سوريا , ويستغل النتائج التي حصلت من خلال تدخله في سوريا , ليحولها الى مبررات تخفف لوم اللبنانيين عليه .
إلى الآن , لا يبدو أن هناك أي تراجع عن المواقف السياسية من الاطراف اللبنانية كافة , مما يدل على بقاء الازمة السياسية على ما هي عليه , وبالتالي المزيد من الازمات الامنية على الساحة اللبنانية , وما حصل أمس هو بداية مرحلة جديدة , أو جولة جديدة من الضغط الامني من أجل الحل السياسي , نتمنى أن لا يكون أول الغيث قطر , ونتمنى أن لا ينهمر , ولا يتحول الصيف شتاء .