ما زالت الامور الامنية في المنطقة متوترة الى أقصى الدرجات , وزادتها تعقيدا تسرّبها الى الساحة اللبنانية , كما كان متوقعا , لان التعقيدات السياسية في لبنان خلق مُناخا جيدا للعابثين وللمتصيدين بالماء العكر , والمشكلة الاكبر أن لبنان هو البلد الاضعف ولا حول له ولا قوة , وسياسييه متلهون بمصالحهم الشخصة تارة , او بمصالح أسيادهم في المنطقة تارة أخرى .
فلم يعُد لبنان في خطر فحسب , بل دخل في الخطر الحقيقي , ووصل " الموسى الى اللحية " كما يقول المثل الشهير , ولكن للأسف , إن أصحاب اللحى لا يشعرون .
إن الكشف مؤخرا في لبنان عن العملية الامنية التي كان يُعِدُ لها الارهاب , والتي لو حصلت لقلبت اللعبة الامنية كافة , بالاضافة الى الكشف اليوم عن محاولة إغتيال اللواء عباس ابراهيم , يُدبر لها في أحد المخيمات الفلسطينية , لهو إنذار خطير وجدي للسياسيين الذين يعطلون البلد , ويكشفونه على كل الاحتمالات الامنية الخطيرة , وهم منشغلون بتفاهاتهم الشخصية .
إذا كان في لبنان مَن يدعي الاخلاص وحب الوطن والحرص عليه , والخوف على مستقبله , فعليه أن يبادر وبدون تأخير الى اعلاء الصوت والبوح بكل التفاصيل المعطلة , لقد وعد مسبقا رئيس الحكومة تمام سلام بأنه سوف يفضح أسماء الذين يعطلون , أما آن الاوان يا دولة الرئيس أن تفي بوعدك , بعد كل الذي وصل اليه البلد من منزلقات أمنية وسياسية , أم أن اللبنانيين تعودوا على السياسيين بان وعدهم مثل الكمّون , كما يقول المثل " على الوعد يا كمّون " .