لا يكفي البلاد ان مجلس النواب عاجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما شغر الكرسي الرئاسي منذ 26 يوماً على الرغم من النصائح الدولية والعربية واللبنانية بضرورة انجاز هذا الاستحقاق، وقد ولّد هذا العجز شللا في العمل الحكومي ايضا ، وراح المسؤولون يهولون ويطلقون التحذير تلو الآخر من تمدد هجمات "داعش" ومثيلاتها الى الاراضي اللبنانية، وذلك في شكل يومي وفي مناسبات مختلفة، بعدما سيطرت "داعش" على جزء مهم من الاراضي العراقية. وما يزيد في زرع الرعب لدى الناس هو تداول عدد من المسؤولين في وسائل اعلامية أحاديث عن إمكان حصول مثل هذا الإحتمال، وأن القوات العسكرية ساهرة على منع تمدد "الداعشية" إلى لبنان . وافادت مصادر واسعة الإطلاع أن لا معلومات عن وجود عناصر إرهابية، والخلايا النائمة التي يروى عنها لا تستند إلى معلومات امنية موثقة، بل هي مجرد تكهن واستنتاجات عن امكان تسرب مقاتلين تابعين لتلك الحركة المتطرفة، أو انهم على الجانب السوري من الحدود مع لبنان .

 

واستبعدت معلومات ديبلوماسية وامنية وغربية وعربية في بيروت أن تكون لـ"داعش" بيئة حاضنة في اي بقعة من لبنان، نتيجة سهر القوات المسلحة والاستخباراتية لمختلف الاجهزة من جيش ومعلومات وامن دولة على امن البلاد ورصد التحركات للمشبوهين باداء يتميز بالمهنية والفاعلية، وفق ما برهن اكثر من جهاز في التصدي لحالات امنية وتفكيك لشبكات تمس امن الوطن...

 

ودعت مصادر قيادية المسؤولين الى وقف هذا التهويل الذي يرعب الناس، مؤكدة ان مثل هذا الاسلوب يزرع الخوف في قلوبهم ويخيف المستثمر اللبناني والعربي ويمنعهما عن توظيف الاموال، ويعوق الحركة السياحية او ينسفها.

 

إلى ذلك تحتفل المفوضية العليا للاجئين اليوم الجمعة في بيروت بـ"اليوم العالمي للاجئين السوريين في لبنان"، تقديرا لدوره في استضافتهم، وفقا لما اعلنه المفوض السامي في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس، لافتاً إلى أن اللاجئين السوريين يشكلون ربع السكان، وان لبنان هو البلد الذي يستضيف العدد الاكبر منهم.

 

واستغربت المصادر أن يتحول لبنان بلداً تنظم فيه المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة "اليوم العالمي للاجئين"، لان غوتيريس يريد شخصياً الإعراب عن امتنان المفوضية للحكومة وللشعب اللبناني تقديرا لاستضافتهم. ورحبوا بأن المسؤول الأممي سيلفت المجتمع الدولي الى ان الدعم الإنساني للاجئين غير كاف لا تمويلاً ولا من حيث سدّ الحاجات .

 

وقارنت بين ما قاله غوتيريس وموقف وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس الذي أكد للمسؤول الأمني ان لبنان بدأ يتخذ اجراءات احترازية لوقف دحول اللاجئين السوريين، إلّا إذا كان النزوح بسبب المعارك في مناطق قريبة من لبنان، كما أبلغت المفوضية أن كلّ سوري يغادر الأراضي اللبنانية إلى سوريا يسقط عن نفسه صفة اللاجىء المثبتة في المادة الأولى من اتفاق جنيف للعام 1951 .