كانت فرص وصوله لسدّة الرئاسة الأولى تقارب الخمسين بالمئة، سار توافقياً محاوراً ومناوراً ففشل، فقرّر أن يكون قويّاً مهدّداً ومقايضاً مصالحه بحياة الآخرين، ظنّاً منه أنه بالتهديد وتحالف السلاح يُجبر الطرف الآخر على القبول به كرئيس للبنان، ولم يعلم بأن زمن الوصاية قد انتهى، فخسر ما تبقى له من فرص قاطعاً على نفسه الطريق إلى بعبدا.
فلا زالت ردود الفعل تتوالى على كلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الأخير والذي وجّه خلاله رسالة تهديد مباشرة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بكلامٍ خطير أثار استياء الجميع وليس فقط قوى الرابع عشر من آذار.
وفي هذا السياق كان لموقع لبنان الجديد حديثاً خاصاً مع عضو كتلة النضال الوطني النائب أنطوان سعد، والذي عبّر عن استيائه واستياء كتلته من كلام عون الأخير.
أكد النائب أنطوان سعد للبنان الجديد بأن "لا شيء يبشّر بالخير في الاستحقاق الرئاسي في ظل سياسة الجنرال عون التي تقول (أنا أو لا أحد)، وأوحى للجميع بكلامه الأخير بأنه يعرف أصحاب الاغتيالات، وأوحى بأنه بتحالفه مع حزب الله قادر على تأمين الحماية للحريري أو لغيره إذا قبلوا به رئيساً. والجنرال عون يؤمن بتحالفه مع الأقليات منذ أن كان في المؤسسة العسكرية."
مضيفاً "والرئيس سعد الحريري لم يعد عون بالرئاسة أبداً، ولكن هم من يروّج لهذه الأخبار الغير صحيحة."
وأشار سعد إلى أن جبهة النضال مستمرة بترشيح النائب هنري حلو، "وهو رجل معتدل وابن عائلة وابن بيت عريق، ووالده رفض رئاسة الجمهورية اللبنانية من قبل رفضاً للهيمنة السورية."
مؤكّداً أن " لا انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن هذا ما يريده عون ظنّاً منه أنه في حال نجح في الانتخابات النيابية يأتون به رئيساً، ولكن هذا لن يحصل، والعماد عون (بشوف نجوم الضهر ولا بشوف الرئاسة)."
وعن المؤتمر الدولي الذي تمّ في إيطاليا لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية منذ يومين، قال النائب سعد "المؤتمر كإعلان كان ناجحاً، ولكن ليس هناك أي دعم فعلي للجش سواء بالسلاح أو ماديّاً، فهو مؤتمر صُوَري فقط خاصّةً بغياب ممثلين الدول الكبرى الخمس، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، والذين هم مشغولون بمحادثات الملف النووي مع إيران. أما الهبة السعودية للجيش اللبناني أظن بأنها لم تأتِ قبل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية."
نهلا ناصر الدين