حين اختتم وزير الدفاع سمير مقبل في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد في نهاية التظاهرة السياسية التي نظمتها ايطاليا دعما للجيش اللبناني جنبا الى جنب مع نظيرته الايطالية روبرتا بينوتي ووزيري الخارجية الايطالي واللبناني فديريكا موغريني وجبران باسيل الذي كان اعرب عن امله في التوصل الى نتائج ملموسة وحثيثة والا يبقى الموضوع كله حبرا على ورق شارك تمنيات مماثلة عبر عنها باسيل ايضا في المؤتمر الصحافي كما في كلمته الافتتاحية حين حض الحضور على مساعدات عملية بقوله ان "من حق ناسنا علينا ان يسألونا ماذا حققتم ماديا للجيش اللبناني". بدت الخلاصة اختصارا ليوم طويل من الدعم السياسي والمعنوي ليس الا والتي تشي بها كلمتا الوزيرين اللبنانيين ما بين الافتتاح والختام بحيث لم تؤد الكلمات الداعمة التي ألقاها ممثلو الدول المشتركة الى تجاوز التوقعات التي كانت مرتقبة اصلا. وزيرة الخارجية الايطالية كانت اختتمت الجلسة المغلقة الاخيرة بالقول ان المؤتمر خطوة على طريق دعم الجيش اللبناني بحيث تحدثت معلومات عن ان المحطة التالية ستكون على الارجح اثناء انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة حيث يرتقب ان يتم تقويم ما تم انجازه خلال سنة من انطلاق المجموعة الدولية لدعم لبنان والبناء على ذلك، في الوقت الذي تحدثت معلومات عن انضمام ايطاليا الى جهد قائم في الاساس وتتولاه الولايات المتحدة في شكل اساسي الى جانب المملكة العربية السعودية وفرنسا.
الاهمية في الحضور الدولي المتعدد هو كما وصفته مصادر دولية تأكيد التزام كل الافرقاء الدوليين بمن فيهم المتنازعين على اوكرانيا او على سوريا والعراق وسائر المسائل الحساسة على امداد لبنان بجرعات دعم منفصلة عن الخلافات التي تعصف بهذه المسائل مرة اخرى جديدة والتوافق في ما بينهم على توفير هذه المقومات للبنان من ضمن الهامش الذي يبعده عن الانزلاق الى اتون المنطقة. فهذه التظاهرة الدولية تمدد الحصانة اذا صح القول للوضع اللبناني وعزله قدر الامكان عن تداعيات محيطه في انتظار ايجاد حل لدول الجوار الملتهبة المحيطة به. لذا قد يكون من السذاجة والوهم توقع تقديم دعم ملموس بالمستوى الذي يطمح به لبنان واللبنانيين وتكبير الحجر بحيث يجعل الجيش اللبناني صاحب القدرة المطلقة على استلام زمام الامور قبل اتضاح الصورة في المنطقة. اذ ان الدول المشاركة جمعت في ما بينهم عوامل تأكيد حماية الاستقرار اللبناني والامن ومنع اهتزازهما. لكن الاجماع ولو بالحد الممكن على دعم لبنان ومؤسساته هو العامل المشترك في حين برز وفق مداخلات المشتركين الكثير من الاسباب المختلف على تقدير اهميتها. اذ شكلت التطورات المستجدة في العراق مصدر قلق شبه اجماعي حول تأثيرات سلبية كبيرة على المنطقة وعلى لبنان مما يحتم دعم مؤسساته وفي مقدمهم الجيش اللبناني لكن من دون التزامات محددة خصوصا ان ازمة العراق مفتوحة على تداعيات اقليمية خطيرة بامتدادات مذهبية وسياسية. ثمة اشكالية تطاول اهداف الدعم وما اذا كان يتصل بحماية حدود لبنان الخارجية او بأسباب اخرى في تساؤلات ضمنية عن موقع الدعم الدولي وابعاده في ظل استمرارية ثنائية السلاح او تعدده.
اسباب اخرى بنت على واقع مساعدة لبنان وجيشه عبر استمرار تقديم المساعدات للاجئين السوريين ورصد اعتمادات مادية لهذا الجانب من الازمة باعتباره جزءا من المجهود لعدم انهيار لبنان تحت وطأة الحرب المستمرة في سوريا ومن ثم في العراق اخيرا. وهناك اسباب بنت على حتمية مساعدة لبنان وجيشه خشية تداعيات تفاقم موضوع الارهاب في المنطقة على ضوء الحرب في سوريا والتطورات الدرامية في العراق. ومن الدول من بنى على اساس ان الدعم يتطلب انتخاب رئيس للجمهورية بحيث ان يساهم عبر التوافق عليه في تحصين لبنان اكثر من اي دعم معنوي او مادي خارجي ووجهت اكثر من رسالة بهذا المعنى.