هَزُلَتْ..هي الكلمة الوحيدة التي تعبّر كلّ التعبير الصادق عن الواقع اللبناني، خمسة وعشرون يوم ولبنان دون رئيس، ووحده الفراغ يعتلي كرسي رئاسة الجمهورية بدعمٍ داخلي وخارجي غير مسبوق، فلم يتذكّر اللبنانيون أن هناك جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم لو أنهم لم يعلقوا في زحمة السير المعتادة التي تسبق جلسات مجلس النواب.
فلا شكّ بأن جلسة الانتخاب الرئاسي السابعة المقرّرة اليوم ستلقى مصيرَ سابقاتها، ونقل زوار الرئيس نبيه بري عنه قوله أمس أنه ما من جديد متوقع في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، اليوم، لكنه أشار إلى احتمال حصول مشاورات على هامشها. وأوضح أنه سيستمر في توجيه الدعوات إلى عقد جلسات انتخابية، إنما بفواصل زمنية أطول في شهر رمضان، مبديا خشيته من تكرار سيناريو الاستحقاق السابق، حين دعا إلى قرابة 20 جلسة، من دون النجاح في انتخاب رئيس الجمهورية.
في الوقت الذي تتسارع فيه التطوّرات في العراق والمنطقة في ظل الاجتياح الداعشي، وللبنان نصيبه من العاصفة، حيث تتنامى المخاوف من استيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة، فاتُّخذت تدابير أمنية غير مسبوقة على طريق المطار ومحيط مستشفى الرسول الأعظم، وسط استنفارٍ أمنيّ وعسكري.
وتتسارع معها اللقاءات والاتصالات السياسية الروتينية، على أمل التوصّل لحلول في معضلة سلسلة الرتب والرواتب، والتي سيعقد مجلس النواب جلسة خاصة لمناقشتها يوم غد.والتي من المؤكّد أنها ستلقى مصير شقيقتها الرئاسية في ظل سياسة التعطيل التي تسير على قدمٍ وساق وسط التهليل الآذاري لها، حيث تقوم 14 آذار بتعطيل الجلسات التشريعية بحجة الشغور الرئاسي، وتقوم 8 آذار بتعطيل جلسات انتخاب الرئيس إحياءً لسياسة "الأنا أو لا أحد".
أعلم بأن تكرار الكلام في سياق جلسات مجلس النواب بات يثير شعور الاشمئزاز في نفوس البعض لأن من المُملّ متابعة مباريات "التيتي تيتي" التي تنتهي بالتعادل السلبي الدائم في انتظار صفارة الحكم الجنبلاطي التي تأخرّت عن إنهاء هذه المهزلة السياسية، ولكن كل ما أوردته هو في سبيل التذكير فقط بأن هناك فريقان يلعبان بمصير لبنان على ملعب الفراغ فلتكفّوا عن تشجيعهم...!!!
نهلا ناصر الدين