ليست هي المرّة الأولى التي يتجه فيه الحدث العراقي نحو التصعيد الذي يحمل كل الاحتمالات المؤلمة ليس على مستوى العراق وحسب، بل على مستوى المنطقة ككل.
فما الحقيقة التي أوصلت العراق إلى هذا الوضع المأساوي، وما هي انعكاسات هذا الوضع على لبنان أمنياً وسياسياً.
وفي سياق توضيح الصورة العراقية وانعكاساتها على لبنان، كان لموقع لبنان الجديد حديثاً خاصاً مع عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر الذي قدّم لنا صورةً واضحة ومفصّلة للصورة العراقية وكيفية انعكاسها على لبنان والحلول التي تفضي إلى وأد الفتنة وإطفاء نيرانها الممتدة في المنطقة.
أوضح النائب خالد الضاهر قائلاً: "إذا أردنا أن نتحدث عن موضوع العراق بعلمية وواقعية بعيداً عن الصخب الإعلامي والشمّاعة الإعلامية العالمية (داعش)، علينا أن نعترف بالحقائق في العراق وبأن نوري المالكي ونظامه المدعوم من إيران هم سبب عدم قيام الدولة العراقية والمواطنية العراقية، فالمالكي لم يستطِع أن يشكل حكومة جامعة لكل العراقيين بل كانت حكومته إقصائية لمكوّن أساسي في العراق وهو (المكون السنّي). وما حصل في الموصل وباقي المدن التي كان فيها حراك سلمي واعتصامات منذ أكثر من سنة هو تعبير الشعب العراقي عن رفضه لهذه السياسة الديكتاتورية، ويكفي أن يكون هناك إقصاء لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي واتهامه بالإرهاب وغيره من الشخصيات السنية، بالإضافة لعمليات استهداف القيادات السنية والإعتقالات العشوائية تحت مسمى الإرهاب والتي لم تسلم منها النساء أيضاً. دون أن نغفل أن هناك تململ واضح من سياسة نوري المالكي حتى في المناطق الشيعية."
وأضاف الضاهر: "ولكن يبدو بأن الدعم الإيراني للمالكي والتفاهم الأمريكي-الإيراني لدعم المالكي تحت حجّة الإرهاب أدى إلى نشوء ديكتاتورية أكبر من أي ديكتاتورية في المنطقة وهذا ما جعل البيئة في مدينة الموصل ونينوى وصلاح الدين والأنبار وديالي وجزء كبير من كركوك كلها بيئة رافضة لسياسات المالكي، بدأت سلمية لمدة سنوات لم تُفضِ إلى أي نتائج مما أدى إلى العصيان الذي أدى إلى انهيار كامل للجيش بسرعة في هذه المناطق."
ونفى الضاهر بأن يكون تنظيم داعش هو من قام بهذه "الانتفاضة العراقية" موضّحاً: "أما الإدعاء بأن داعش هي من قام بالسيطرة على ما يقارب نصف مدن العراق، فهذا كلام تضليلي بهدف محاولة شيطنة المطالب العراقية والثوار العراقيين، ولكي يدعي المالكي أمام العالم بأنه يحارب الإرهاب، ليأخذ العطف والدعم خارجياً وعربياً وفي الحقيقة هو يواجه الشعب العراقي الرافض لاستمراره في الحكم، فجميع المحللين والقوى السياسية قد اعترفت بأن تنظيم داعش لا يتعدى السبعة آلاف مقاتل في العراق."
ورأى عضو كتلة المستقبل بأن "الحل يكون في تشكيل حكومة إنقاذية ويتنحى المالكي جانباً بسبب ارتباطه بسياسات إيران الهادفة إلى عدم قيام الدولة العراقية وسيادة الفتنة في العراق."
وعن تداعيات الحدث العراقي على لبنان رأى الضاهر بأنه "لا يجب أن نغمض عيوننا عن الحقيقة، فقد أصبح الأمر واضحاً بأن إيران أعلنت الحرب من خلال أدواتها في الدول العربية على المكون الأكبر في الأمة العربية والاسلامية (أهل السنة والجماعة)، وأنا حذرت من تداعيات هذا الوضع على لبنان لأن في لبنان ظروف مشابهة بشكل من الأشكال للظروف العراقية والسورية اتجاه أهل السنة في لبنان، حيث هناك اغتيالات وتهجير لقياداتهم وسجن لشبابهم تحت مسميات الإرهاب، والمعالجة في لبنان يجب أن تتم بأسرع وقت، معالجة سياسية تلتزم بالدستور يتوقف حزب الله خلالها عن تهديد الحياة السياسية في لبنان ويسلّم سلاحه للدولة اللبنانية وألا يبقى هذا السلاح الميليشيوي مسلطاً على رقاب اللبنانيين."
وختم الضاهر باعتقاده بأن "حزب الله بأوامر من إيران يسعى إلى هذا الاتجاه (عرقنة لبنان) لأن من يحمل السلاح ويهدد اللبنانيين، فسلاحه يستجلب الإرهاب إلى لبنان ولن تنفع كل المعالجات الأخرى في حال لم يتوقف حزب الله عن الغوص في الوحول السورية واستجلاب النار السورية إلى لبنان."