ربحت داعش حيث لعبت في سورية والعراق وفازت بنتائج هائلة وبفارق كبير على الجيشين السوري والعراقي اللذين أهرقا خزينة الدولتين وأفلسا الشعبين لصالح الأمن الذي هزّت شباكه رصاصة طائشة من داعش .
يوم أمس تسمرّ العالم أمام مباراة الافتتاح في البرازيل في حين لم ينتبه أحد لما يجري في العراق من غزو كامل باستثناء المعنيين بأمن العراق من أمريكيين وأوروبيين وايرانيين وعراقيين وجدوا أنفسهم فجأة خارج الملعب وبصفارة مجاهد من أهل القاعدة .. عجيب أمر هذا البلد كيف تصل داعش الى الموصل بدقائق والجيش العراقي يحتاج الى سنيين ليدخل محافظة من المحافظات اذا ما جاء الأمريكيّون مجدداً الى العراق ما هذا الجيش الذي خسر أولى معاركه مع جماعة من جماعات القاعدة بعد تدريب مكثف على أيادي المارينز وتجهيز نوعي ومتقدّم أين الدولة العراقية النائمة في أحضان الفساد أين السيّد المالكي مالك حزب الدعوة والذي يصرّ على ولاية ثالثة بعد ولايتين فاشلتين بكل شيء ويعتبر نفسه صدّاماً صغيراً وهو يصرخ صراخ النسوة طلباً للنجدة والغوث من أميركا لماذا لم يستنجد بايران؟ وأين ايران المتحكمة بسياسات العراق والممسكة بأمنه كيف وصل الواصلون من كلّ فجّ اسلامي للجهاد في العراق والامعان فيه .. أين قدراتها الأمنية لماذا لم توقف مسرعاً باتجاه الانتحار؟ من أهل "الاستشهاد" في العراق وأين جهابذة الملفات الأمنية كيف فرّ منهم ملف داعش بحيث تحوّل الى حاكم قادر بلحظة ما الى الوصول باكراً الى العاصمة والاعلان فعلياً عن دولة الشام والعراق . لماذا لايذهب الشيعة في العالم للقتال والدفاع عن نظام تحكمه الشيعة لا طائفة منسوبة الى التشيّع ؟ طبعاً هناك أسئلة كثيرة على أبواب مونديال العراق لا تستثني أحداً من أقرب الأقربين الى أبعد الأبعدين من المدينيين للعراق .
لو تواضع الدعواتيّون في العراق واستمعوا لنصائح معارضيهم لوفرّوا على العراق كثيراً من القتل المجاني واليومي ولو افتهم المالكي وغادر مكتفياً بولايتين مثقلتين بالفساد والدماء لأتاح فرص جديدة للعراق ولو تراجعت ايران عن غلوها في قوّة السيطرة المتعددة على العراق والعراقيين لسمحت للأجهزة العراقية القيام بمسؤوليّاتها العراقية من متطلبات الأمن الوطني ولوعى العراقيون من أهل الشيعة أن أمن العراق والعراقيين مسؤوليتهم المباشرة وليست مسؤولية ايران وغيرها من الدول المعنية في بلاد الرافدين وأن وحدتهم مقياس الوحدة العراقية وأن حالة التشظي الشيعي سبباً رئيساً من أسباب ازدهار الفوضى وعدم الاستقرار في العراق. لقد أسهم الجميع في خراب " البصرة" وفي اتاحة الفرص الذهبية كيّ تنمو جماعات هدم العراق وفي ايصال شوكتهم الى الحدّ الذي أخفق فيه الجيش العراقي وبات أسير هاجس القاعدة القادرة على فعل كلّ شيء رغم الامكانيّات الهائلة والمدفوعة لتعزيز دوره في حماية الأمن للنخبة الحاكمة . أعتقد أن أمن العراق مسؤولية العراقيين أولاً وأخيراً وما دعوة المالكي الى الاستنجاد بأمريكا والعالم الاّ دليلاً كافياً على عدم كفاءته في ادارة البلاد وتسيّس شؤون العباد . وحتى يتمكن العراقيون من الامساك بورقة الأمن عليهم العمل على انجاح العملية السياسية وفق سلطة تتسع للجميع وضمن مداورة السلطة والاّ سيبقى العراق عراق القاعدة القادرة على نسفه واللعب بأمنه ساعة تشاء .