نفّذ عددٌ من الناشطين اللبنانيين والسوريين إعتصاماً يوم الإثنين في تمام الساعة السادسة مساءً في منطقة المتحف في بيروت إحتجاجاً على القرارات والتدابير العنصرية التي تتخذها السلطات اللبنانية بحق اللاجئين السوريين والفلسطينيين.
أتت دعوة المنتدى الإشتراكي، وهو تجمّع للماركسيين الثوريين في لبنان، لهذا الإعتصام في إطار حملةٍ كان قد أطلقها ناشطون لبنانيون على “فايسبوك” تحت عنوان: “الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية” والتي حصدت خلال الأسبوع الأول من إطلاقها ما يقارب الـ ١٢ ألف متابع.
حاول المعتصمون من خلال العديد من نشاطاتهم أن يقولوا رسالة إنسانية في غاية الأهمية مفادها أن التضامن بين الشعوب وخصوصاً المستضعفين منهم هو بداية لثورة حقيقية وهي الحلّ الوحيد، وقد تسنّى لنا سؤال إحدى الناشطات اللبنانيات وهي من منظّمي الحملة والإعتصام، وقالت: “إن قرارات الوزراء اللبنانيين مثل قرار وزير الإتصالات السابق نقولا الصحناوي القيادي في التيار الوطني الحر حظر تجوّل اللاجئين السوريين وأيضاً قرار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بمنع اللاجئين السوريين القيام بأي تجمعات سياسية، وقرار الأمن العام بترحيل اللاجئين الفلسطينين، والذين من حمَلَة الجنسية السورية من لبنان، مرفوضة تماماً وسنستمرّ بمناهضتها ومواجهتها”.
وتلت ناشطةٌ أخرى في الإعتصام بياناً تضمن ما يلي: “نقول لكل لاجئ, في هذا الوطن الضيِّق, ولكن الفسيح, في آنٍ معاً: لبنان بيتكم, كما سوريا هي بيتنا, والعراق وفلسطين ومصر, وجميع بقاع هذه الارض. كلنا أولاد لأوطان سُلبت منّا, إما عبر الإحتلال الأجنبي او الإحتلال المحلي, و لقد حان الوقت لنسترجع أحلامنا, وحرياتنا, وننتزع العدالة والمساواة ممن يريدوننا وقوداً لكراهيتهم وأحقادهم, فلتسقط العنصرية, ولتسقط الانظمة, وعاشت الشعوب الثائرة”.
وهتف الجموع في الإعتصام هتافاتٍ مناهضة للعنصرية مثل:”يا مشنوق/باسيل القصة ما بدها تفسير، حكمك بس عالمستضعفين والفقرا واللاجئين ” وارتفعت هتافات أخرى مثل: “لا للعنصرية، لا للطائفية” و”ما في مل وما في مل التضامن هوي الحل”…
أما عند سؤالنا إحدى المشاركات السوريات في الإعتصام عن ما تتركه هذه النشاطات التي يقوم بها اللبنانيون من تأثيرٍ في نفوس السوريين القاطنين في لبنان فقالت: “للأسف الكثير من هذه الأصوات لا تصل إلى عموم السورييين وخصوصاً النازحين ومن هم في الداخل. ما ينتشر بين السوريين اليوم هو فقط الممارسات العنصرية والتململ في الحد الأدنى والدم السوري الذي يسفكه حزب الله في سوريا في الحد الأعلى. وهذا ما يحاول الإعلام الموجّه تكريسه في أذهان الشعوب وهذا ما يسعفه النشطاء السوريين بالإهمال. هذا الإعتصام اليوم مثلاً، يجب أن لا تخلو منه أي صفحة من صفحات الناشطين السوريين وخصوصاً المقيمين في لبنان. ولكن للأسف، إذا بحثنا اليوم لن نجد سوى صور الطفل الذي وجد مقتولاً من قبل مدمن قبضت عليه القوى الأمنية اللبنانية .
على السوريين واللبنانيين اليوم أن يعلموا جيداً أنه بمثل هذا التضامن وبالتركيز عليه وإظهاره كوجه آخر لحقيقة قائمة بين شعبينا بكل الوسائل الممكنة نكون قد بدأنا نؤسس لعلاقات من نوع جديد قوية ومستدامة وقائمة على فهم عميق لمصلحة شعبينا، تنبع من أن الحرية كلٌّ لا يتجزء، كمفهوم إنساني وليس وطني.