يقول السيد أحمد الخميني - رحمه الله - :" اني اعتقد ان الذي جعل من الامام الخميني " قدس " إماما وأدّى الى تنامي نهضته الاسلامية التاريخية , هو جهاد سماحته المتواصل ضد المتحجرين والمتظاهرين بالقداسة والمتخلفين ." هذا الامام الذي ما انفك يندد بأعلى صوته بمن سماهم علماء ( الحيض والنفاس ) , المتطربشين بالقدسية , الافاعي الرقطاء , الاغبياء , المتخلفين , الذين قصموا ظهر النبي(ص) والذين فيهم مرتزقة وعملاء وفيهم من هو أسوأ من شمر ويزيد بن معاوية ( مأخوذ من خطبة للإمام الخميني موجهة الى العلماء في 15 رجب 1409 ه ).
ويرى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله "قدس" ان القداسة التي تُعطى لرجل الدين ليست ضرورية وليست دينية , وإن رجال الدين كغيرهم من الناس فيهم المخلص وفيهم المزيّف والمتخلف والواعي , وإنهم ليسوا معصومين وليسوا مقدسين , فإن أحسنوا كان لهم أجر المحسنين , وإن أساؤوا كان عليهم ما على المسيئين .( كلام السيد فضل الله مأخوذ من مجلة بيّنات. " إنتهى الاقتباس ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إثنان إن صلحا صلح الناس, وإن فسدا فسد الناس , العلماء والامراء
مما لا شك فيه ولا ريب يعتريه , أن المسؤول عن الخطاب الديني بالدرجة الاولى هم علماء الدين , فعليهم وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تنقية الخطاب الديني من التبريرات التي يحتاجها الامراء والحكام , لتغطية إرتكاباتهم المحرمة وأفعالهم المشينة , وإستبدادهم وظلمهم , فيستغل الحاكم ذلك الخطاب الديني , لأن للخطاب الديني أهمية كبرى وتأثير كبير على الناس , ويفعل ما يشاء , كما فعل الامراء والحكام , منذ عهد بني أمية مرورا بحكم بني العباس ووصولا الى يومنا هذا .
درجت العادة والديدن أن الامراء المستبدين , يستبدلون الشرعية المحجوبة عنهم من قِبل الناس , بشرعية دينية يأخذونها من بعض علماء الدين ," فلذلك برز ما يُسمى علماء البلاط " , وما زال الى الان هناك الكثير من علماء البلاط , ولا يوجد في العالم مستبد او ظالم , الا وترى الى جانبه عالم دين يُغطي له تجاوزاته .
هذا هو النوع الاخطر على الاسلام والمسلمين من العدو الواضح , كما وصفهم الامام الخميني رحمه الله ,وأشار اليه السيدان الجليلان وبكل جرأة , أنه قد أنشغل هؤلاء العلماء بعلاقات خاصة مع السلطة , فأعطوها شرعية وأعطتهم قدسية , تبادل المصالح بين السلطة وبين رجال الدين , إنعكس في التجربة الاسلامية , فسادا ووبالا ومأساة على الناس , حيث فسد العالم وفسد بسببه الحاكم وبالتالي فسد المجتمع , وهذا ما قصده حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
فالقدسية التي تعطى لرجل الدين ليست دينية وليست من الاسلام , بل هي أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم , ما أنزل الله بها من سلطان , فهم كباقي الناس , فلا قدسية ولا كرامة لكلامهم الا بقدر موافقته للقرآن الكريم , ومطابقته لسيرة النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام