ليست المرة الأولى التي يحاول فيها حزب الله تظهير المشهد السوري على انه يسير باتجاه تحقيق النظام وخلفه محور الممانعة الانتصار الساحق، فمنذ بدايات الاحداث في درعا 15/ 3 / 2011 وتقليع اظافر الأطفال وإعلام حزب الله يعتبر ان الحراك الجماهيري قد مات مع مقتل حمزة الخطيب.
الا ان الاحداث استمرت بل وارتفعت وتيرتها حتى وصلت الى ان اضطرت الثورة للتسلح من اجل الدفاع عن نفسها وتأزمت الأمور ووصلت الان الى ما نشهده بما لا يمكن وصفه بأقل من حرب أهلية بكل ما للكلمة من معنى.
وفي كل مرة وبين الفينة والأخرى لا يستحي اعلام حزب الله ان يخرج على جمهوره بالادعاء انه يقف قاب قوسين او ادنى من تحقيق النصر النهائي الموعود، هذا ما حاول الاعلام نفسه ان يوحيه لنا بعد مرور عام على قيام الثورة عبر العروض الإعلامية التي قام بها بشار الأسد بعد " سقوط " بابا عمرو 27 / 3 / 2012 ولم يبق حينها محلل استراتيجي ممانعجي الا واتحفنا بالحديث عن الأهمية التاريخية والتحول الدراماتيكي لهذا الحدث الكبير وان مرحلة جديدة حتمية قد بدأت.
واستمرت الاحداث وتفاقمت وبانت عورات النظام اكثر فاكثر امام ذهول هذا المحور الذي لم يصدق بعد والى هذه اللحظة بان هذا الشعب المسحوق منذ عقود يمكن ان يمتلك هذه الإرادة التي تحدت كل أنواع البطش والتنكيل وان طموح التغيير والإصلاح عنده تفوقت على الحديد والنار وان دم الشعب السوري يمكن ان ينتصر على سيف هذا النظام وفي هذه المرحلة لم يجد حزب الله بدا من الإعلان عن التدخل المباشر عله يستطيع تحقيق انتصارات ميدانية حقيقية وتقاطعت هذه الحاجة لدى الحزب مع رغبة غربية في توريطه فجاءت حماسة الأول مع" قبة الباط " واشاحة النظر وعدم المانع من الثاني ومنحه ما يريد طالما انها تخدم الحلم المعجزة عند ربيبتهم إسرائيل في اغراق حزب الله بالدم السوري فأهدي انتصار القصير 25 / 6 / 2013 ، وكالعادة تم تصوير هذا الفتح المبين على انه واحدة من المعجزات الالهية التي تحققت على ايدي رجال الله, وعمت الافراح في ديار الضاحية ووزعت الحلوى التي لم تحمل في حلاوتها حلاوة الانتصار ليس فقط لمجرد استرجاع مدينة سورية من ايدي أهلها وانما كان انتصارا ضد قوى الظلام على مجمل الكرة الأرضية وبالتالي لم يعد هنالك مكان لمجرد الكلام بعد القصير عن احداث سوف تستمر في سوريا.
لم تطل المدة واستمرت الاحداث وظهرت أكاذيب ادعاءات النصر، حتى انها طالت هذه المرة أماكن توزيع البقلاوي إياها ووصلت كتلة النار الى قلب الضاحية فحولتها الى ما يشبه منطقة الموت وبعدها الى منطقة عسكرية مقفلة على أهلها ولا يزالون يعانون من الدخول اليها او الخروج والعيش فيها، فكان لا بد من الحاجة الى انتصار جديد يتلهى به اهل الضاحية ولا أهمية هنا لاعداد " شهداء الواجب الجهادي" وعلى نفس طريقة الاستدراج عينها التي استعملت في القصير مع حجة جديدة هذه المرة اسمها منع تدفق السيارات الانتحارية ، اعطي حزب الله مجد سقوط يبرود في 17/3/2014 , فقام المسيح حينئذ من بين الأموات مرة جديدة ، وعمت العدالة , وانتشر النور , وانكفأ الظلام وخيمت الفرحة ليس فقط في سماء يبرود وانما على امتداد هذا الشرق واخذ بالثأر من قتلة الامام الحسين وبات ظهور الامام المهدي يعد بالايام , وتحولت ايران الى اقوى قوة بالعالم وهزم الإرهاب التكفيري شر هزيمة على امل ان يعود الاطمئنان الى ربوع قصر المهاجرين ومنه على امتداد كل نقطة من نقاط محور الممانعة ، وهذا أيضا ما لم يحدث ولم تنقضي أيام حتى اثبت اعلام الممانعة مرة جديدة انه انما يمني نفسه بالسراب الذي يحسبه ماءا ، وهنا لا بد من تسجيل اشد الاعجاب بهذا الاعلام ، حيث انه لم يكل ولم يمل من اختراع المزيد من الانتصارات الموهومة ، يشجعه على ذلك جمهور لا يفتأ يصدق بل ويعيش حالة النشوة مع كل اختراع جديد، فكان اخرها ما حصل من معجزة فاقت ببهارتها كل المعاجز السابقة فحصل ما لم يكن متوقع حيث أعلنت صناديق الاقتراع يوم الأربعاء في 4/ 6/ 2014 الفوز الساحق لحبيب الجماهير، والقائد الملهم، باني سوريا الحديثة، الدكتور بشار حافظ الأسد على منافسيه ، فظهر هذه المرة التدخل الإلهي بابهى صوره حيث وحده سبحانه وتعالى من يقدر في كل مرة على جعل المهزوم ,,, منتصر