قبل هذا الأسبوع، قلّة من الأهالي كانت تعير اهتماماً لـ"سلندرمان". إنه شخصية شريرة وهمية في لعبة إلكترونية رائجة جداً، مسخٌ طويل ونحيل من دون وجه مع ذراعَين أشبه بالمجسّات، تماماً مثل الشخصيات التي تظهر في قصص الأشباح وحكايات الرعب.
لكن الأمور سلكت منحاً مأسوياً وقاتماً جداً، بعد اعتقال فتاتين في الـ12 من العمر في ضاحية في مدينة ميلووكي الأميركية نهاية الأسبوع الماضي على خلفية اتهامهما بطعن صديقتهما، 12 عاماً، ومحاولة قتلها، على ما نقلت شبكة "سي.ان.ان" الاميركية. ويبدو أن الفتاتين تصرّفتا بدافع من تقليد "سلندرمان"، فنقلتا تصرّفاته الوحشية إلى واقع الحياة.
وبحسب المعلومات، أغرت الفتاتان صديقتهما البريئة بمرافقتهما إلى الغابة حيث طعنتاها 19 مرة. وورد في الشكوى الجنائية إنهما اعترفتا بأنهما كانتا تحاولان إثارة إعجاب "سلندرمان" الذي قرأتا عنه عبر موقع إلكتروني مخصص للرعب.
لكن هذه القصة تنطوي على أبعاد أكبر بكثير بالنسبة إلى الأهل والأولاد.
من الصعب أن يواكب الأهل كل ما هو جديد بالنسبة إلى أولادهم وما يلقى رواجاً لديهم، إلا أن مخاطر عدم متابعة نشاطهم عبر الإنترنت مرتفعة جداً لأسباب عدّة أبرزها أن وسائل الإعلام والتواصل تؤثّر في نمو الأولاد الاجتماعي والعاطفي والإدراكي والجسدي وتمارس تأثيراً قوياً على تقييمهم لما هو طبيعي ومقبول. ويمكن أن تتحوّل الشخصيات الخيالية بمثابة نماذج يقتدون بها، سواء نحو الخير أم الشر.
فهل تعرفون ما يشاهده أولادكم ويقرأونه ويفعلونه عبر الإنترنت؟ هل تعرفون مع من يتحدّثون ويلعبون عبر الشبكة الإلكترونية؟ وقبل كل شيء، هل الوسائط التي يختارونها مناسبة لسنّهم ونموّهم؟
كما أن البحوث تشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم نزعة نحو العنف أو الاكتئاب أو القلق، تراودهم هذه المشاعر بقوة أكبر عند التعرّض لمضمون عنفي، وقد يشعرون بدافع شديد للتحرّك وارتكاب أعمال عنيفة.