دخل البطرك بشارة الراعي أرض فلسطين غير خائف من محاذير المحذيرين له من لبنانيين متسربلين قميص الثورة المملّع بأظافر عربية من المحيط الى الخليج .. دخل وصلى في كنيسة المسيح والتقى الرعية ممن ساقتهم العمالة الى اسرائيل هرباً وطمعاً وقد جهر بعضهم باسرائليته وأنكر لبنانيته ولم يتوسط أحد للراعي كي يجعل لهم مخرجاً في قانون العمالة .
ربما فتح الراعي فتحاً جديداً في زيارته الجريئة ورسم خطّاً استثنائياً في الذهاب والاياب الى فلسطين ومن مدخل الدولة اليهودية كجهة دينية ملتزمة بأوامر الكنيسة وبالقوانيين اللبنانية وبالالتزمات العربية تجاه قضية فلسطين .. لم يتحسّس الفلسطينيّون كثيراً من زيارة الراعي بل اعتبروها خطوة على التراب الوطني الفلسطيني وأسهمت مباركتها في ولادة الحكومة الفلسطينية بعد سنيين عجاف أرهقت السلطة الفلسطينية بمحمولاتها كافة وأتاحت للمصطادين بماء الوحدة الفلسطينية سننايير كثيرة آكلت سمك السلطة وحيتان المقاومة .
اذاً ولادة الحكومة الفلسطينية بركة من بركات الراعي لأنه صلى هناك وصلاة المؤمن على تراب الأنبياء مستجابة . لا أعرف إن كان دعاؤه سيشمل لبنان , أو أن حواجز الطوائف ستصادر أسلحة الدعاء أو أن بركاته لا تعمّ ولا تشمل موارنة لبنان لافتقادهم بركة الكنيسة أو أنه قرر الاستقالة من وسطيته من تيّارات التطرف المسيحي وأنهى دوره كوسيط كنسوي بين المسيح والكتائب والقوّات والتيّار الوطني الحرّ بعد أن ملّ ربّ الكنيسة من أهوائهم الشيطانية وقرر اغلاق باب الاعتراف بعد أن أصبحت معصية الرئاسة خطيئة لا يقدر على غفرانها اله الغفران .
الفلسطينيون أمام اختبار وحدتهم في حكومة غير جديرة بالائتمان على الوحدة ولكنها شرط أساسي لمعالجة أزمة الوحدة الفلسطينية من جذورها ..ربما أضغاث أحلام لكنها مآمل ومطمح فلسطيني لسدّ ثغرات داخل حجرات السلطة وفجوات داخل جدر المقاومة ..أيّ أنّها لحظة تجلي فلسطيني لرأب الصدوع الداخلية بما ينسسجم مع متطلبات الزعامات الفلسطينية .. والحكومة محاولة فاشلة بالنسبة للقيادة الاسرائيلية والتي ترى فيها مجرد خنجر فلسطيني مسموم في الخاصرة الاسرائيلية .