قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيارة مفاجئة الى أفغانستان بتاريخ 25 ايار \مايو و لم يُعلن عنها في السابق. وبحسب المرافقين له على متن الطائرة الرئاسية فإن زيارة أوباما تعتبر الرابعة لأفغانستان حيث حط في قاعدة "باغرام" العسكرية وبرفقته نجم الأغاني الريفية، إلى جانب مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس والمستشار جون بوديستا.
التقى اوباما كبار المسؤولين العسكريين الاميركيين وممثلين للمجتمع المدني، في حين لم يتضمن جدول اعماله اي اجتماع اول لقاء مع نظيره الافغاني حميد كرزاي او مع المرشحين اللذين سيتنافسان في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الافغانية عبدالله عبدالله واشرف غني.بل اكتفى الرئيس اوباما بأنه سوف يتلكم مع الرئيس
وبدوره رفض الرئيس الافغاني حميد كرزاي ان يلتقيه في قاعدة باغرام العسكرية التي تتمركز فيها القوات العسكرية الامريكية ، وذلك رغم الدعوة التي وجهت اليه وفق ما افاد مسؤول اميركي،
ويعود رفض كرزاي الذي لم يكن مفاجئا وخصوصا وانه تعذر التحضير مسبقا للاجتماع بسبب الطابع المفاجئ لزيارة اوباما،اضافة الى نوع من الفتور سيطر على علاقة الرئيسان بسبب يعود بالأساس الى رفض افغانستان استخدام امريكا طائرات دون طيار والتي تسبب بقتل اعداد كبيرة من المدنيين الافغان، مما دفع الرئيس كرزي للاعتراض العلني على سياسة اوباما التي تستخدم ضد المدنيين اضافة ،اضافة الى رفضه توقيع اتفاقية امنية مع امريكا طويلة الامد على غرار الاتفاقية التي تم توقيعها مع بغداد ، وهذه الاتفاقية تمنح القوات الامريكية في استخدام افغانستان حق التحرك الطلق وتسقط عنها مصطلح القوات المحتلة .فالرئيس المنتهية ولايته حميد كرزي لم يوقع هذه الاتفاقية التي ترك لسلفه حرية التوقيع والتوصل الى اتفاق بينهما .
فالرئيس اوباما الذي تعمد عدم مقابلة كرازي بسبب هذا الفتور في العلقة وخاصة بان كرزي انتهت مهمته الفعلية كرئيس بل دفع الرئيس اوباما المتواجد في قاعدة بغرام بالتصريح بأنه سوف يتحدث مع كرازي بالخط الساخن من واشنطن فور عودته من هذه الزيارة .
في هذا الجو الساخن الذي سيطر على افغانستان احيى المغني الامريكي براد بايسلي حفلا صاخبا للجنود الامريكيين في القاعدة العسكرية بمناسبة ذكرى الجنود الذين قضوا أثناء الخدمة التي تحييها الولايات المتحدة تحت اسم "يوم الشهداء وبهذه بمناسبة والقى الرئيس كلمة للضباط والجنود هناكومنح الرئيس اوباما ساعة ونصف من اصل الاربع ساعات فرصة خاصة للتور مع الجنود والتسليم عليهم فردا فرد.
فالزيارة هذه كانت تحمل في مضمونها التأكيد الامريكي الذي حمله الرئيس اوباما وإدارته الى افغانستان والمنطقة والقاضية بان امريكا مستمرة بتنفيذ موعد لانسحاب القوات الامريكية والأطلسية المقرر في نهاية العام ، بغض النظر اذا وقعت الادارة الافغانية الجديدة على الاتفاقية الامنية او لم توقع لعدم مقدرتها باقناع الشرائح والقوى السياسية الافغانية بضرورتها.
ومن المزمع أن تنسحب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014 لكن الولايات المتحدة تسعى للبقاء بعد هذا الموعد بهدف "تدريب" القوات الأفغانية.
فالمراقبون والمحللون السياسيون والعارفون بالأوضاع الافغانية يرون بان اوباما حاول بهذه الزيارة الرابعة الذي يقوم بها الى افغانستان من اعطاء اشارة للرئيس الافغاني القادم عليه التوقيع على الاتفاقية الامنية التي تضمن بدورها استقرار افغانستان وتحميها من خطرا قادم يخطط لها بحال خروج الجيوش الغربية والأمريكية ، بظل تكثيف حركة طالبان هجماتها قبل الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
اضافة الى ان سياسة الرئيس بارك اوباما الجديدة في التعامل مع الملفات الحامية تختلف عن الفترة السابقة. والتي يحاول اتباعها في مناطق نفوذها ستكون مختلفة عن تصرفاتها السابقة وخاصة بعد الاشارات التي ابدتها في اوكرانيا وتصلبها بوجه الدب الروسي وكذلك بالنسبة الى تغيير بطيء في التعامل مع الازمة السورية لجهة البدء بدعم العارضة البسيط .
د.خالد ممدوح العزي