أغلقت مراكز الاقتراع في مصر أبوابها في التاسعة مساء يوم أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي وبدأ فرز الأصوات بعد إقبال لم يكن بمستوى الآمال والتوقعات قياسا على ما كنت تشهده الانتخابات الرئاسية المصرية في السابق , وقد جاءت نسبة التصويت المتدنية لتشكل علامة فارقة في الانتخابات المصرية وخصوصا لدى مؤيدي المرشح عبد الفتاح السيسي حيث لم تكن مطابقة لما عبّر عنه الشارع المصري من التأييد العارم للسيسي قبل الانتخابات بأيام , وتعتبر الأسباب التي أدت لامتناع الناخب المصري من التصويت عديدة أهمها مقاطعة الاخوان المسلمون للعملية الانتخابية بالكامل وهم الذين يمثلون حالة شعبية في الشارع المصري لا يمكن الاستهانة بها أو تجاهلها بالرغم من الإجراءات التي مورست عليها والاحكام التي صدرت بحقها منذ إقصاء الرئيس السابق محمد مرسي حتى ما قبل اجراء الانتخابات بأيام .
وفيما خص نسبة التصويت المتدنية فقد رأى الكاتب والصحفي المصري الاستاذ أحمد المالكي ان النسب المتدنيه دائما ما يثيرها جماعة الاخوان وساهم في ذلك ايضا ايضا الاعلام لكن النسب سوف تكون جيده ولن تكون قليله عن السابق كثيرا الانتخابات الرئاسيه السابقه كان لديها حسابات اخري واذا لاحظنا اي انتخابات النسب ليست ثابته وسوف تتغير بعد ذلك في انتخابات قادمه وهذه هي طبيعة مصر صحيح ان الشباب لديه غضب لاحساسه دائما بانه مظلوم لكن مشاركة الشباب في اليوم الثاني والثالث للانتخابات الرئاسيه كانت جيده لدرجة ان بعض الشباب الذي قرر مقاطعة الانتخابات عدل عن قراره وقرر المشاركه في هذه الانتخابات وانا اعرف كثيرا من هؤلاء الشباب وقرروا بالفعل المشاركه حتي لا يعطوا فرصه لجماعة الاخوان للحديث حول عدم مشاركة الشباب او التشكيك في العمليه الانتخابيه لانهم ايقنوا ايضا ان الشباب هو العمود الرئيسي لنجاح اي دوله .
وأثارت نسبة التصويت في الانتخابات لغطا إعلاميا بالنظر لما اعلنته وسائل اعلام مصرية وبالنظر لما شهدته مراكز الاقتراع وتحدثت مصادر في وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات عن ان نسبة الاقتراع تراوحت ما بين 40 و43 في المئة اجمالي عدد الناخبين المسجلين، والبالغ عددهم حوالي 53 مليون مصري، وهي أرقام تتناقض مع مشاهدات المراقبين حول الإقبال الضعيف الذي شهدته مراكز الاقتراع خلال اليومين الأولين للتصويت، والتي أكدتها وسائل الإعلام المصرية وحالة الهستيريا التي انتابت أجهزة الدولة ومعسكر السيسي، وحتى في اليوم الثالث الذي أقرّته اللجنة الانتخابية لإنقاذ المشير من فضيحة مؤكدة.
ولعلّ النتيجة غير المنطقية التي حققها السيسي، بالإضافة إلى ملابسات تمديد فترة التصويت ليوم ثالث وحشد أجهزة الدولة المختلفة لصالح المشير، تعزّز الشكوك بحصول عمليات تزوير، تحدثت عنها حملة صباحي منذ يوم أمس، وحتى صباحي نفسه، الذي أكد حصول عمليات «تسويد» و«حشد جماعي» ناهيك عن الاعتداءات التي تعرض لها مندوبوه، والتي دفعت بالحملة إلى سحبهم من مراكز الاقتراع في اليوم الثالث للتصويت.
وأثار قرار اللجنة العليا جدلاً حاداً، خصوصاً أن معظم المراقبين فسّروه بأنه دليل واضح على الانحياز للسيسي، ومؤشر على توجه أجهزة الدولة إلى التلاعب بالأصوات، ما دفع بمؤيدي صباحي إلى مطالبته بالانسحاب.
ونقلت وكالة رويتر عن مراقبين أن الإقبال الأقل من المتوقع ربما لا يعطي السيسي المهلة التي يطلبها لتحقيق تحسن في أوضاع الدولة التي تعاني اضطرابا سياسيا انطوى على عنف واسع وتدهور اقتصادي ومشاكل أمنية منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة 2011
وبالمحصلة فإن صورة الانتخابات الرئاسية المصرية لم تكن بالمستوى الذي يريده السيسي وبالتالي ستفرض نسب الاقتراع او النتائج نفسها على المرحلة السياسية المقبلة على الساحة المصرية وخصوصا على السيسي نفسه .